المربية :
أجل، هذا صحيح. إن أمكما يا ولدي في ثورة حنق وغضب، فسارعا بالدخول، ولا تظهرا أمام ناظريها، ولا تقتربا منها، وابتعدا عنها وهي في ثورة الغضب المفزع الهائج. والآن ادخلا سريعا؛ فإن سحابة غضبها آخذة في التكاثف وتنذر بالعاصفة التي سرعان ما تهب بعنف وشدة. ولما كانت الآلام تلهبها، فإن نفسها العاصفة تجرؤ على كل شيء.
ميديا :
ويلتاه! ويلتاه! ما أشد ما أكابد من ألم. وهذه الآلام تتطلب مني الدموع والانتحاب. وأنتما يا ولدي البائسين لتهلكا مع أبيكما؛ فإن أمكما مكروهة ممقوتة، وليصب بيتكما دفعة واحدة بالخراب والدمار.
المربية :
ما أشد شقوتي! لماذا تشركين ابنيك في خطأ أبيهما؟ ولماذا تصبين فوقهما جام غضبك؟ آه، إني لأخشى يا طفلي أن تهدد حياتكما الشرور. إن للملوك نفوسا سريعة الغضب؛ فهم يألون الإمارة، فإن أحسوا بالحد من السلطان - ولو قليلا - اشتعلت في نفوسهم نيران الغضب. وليس من اليسير إطفاؤها. ولذا فإني أوثر على حياتهم حياة متواضعة معتدلة. فإن كنت لا أعيش في الأبهة والعظمة، فإني أنحدر إلى الشيخوخة لا تتحوطني الأخطار . في اسم «الاعتدال» نفسه لنا حماية ووقاية، والسعادة قرينته. ولكن ارتفاع العظمة الشاهق لا يثبت طويلا للإنسان الفاني. وإذا ما حلت بها النكبات الثائرة اندكت أركان البيت في هوة الدمار.
المربية والجوقة
الجوقة :
سمعت صوت ابنة كولكيا التعسة وسمعت صياحها العالي، فخبريني أيتها المربية الوقور، هل لم تجد بعد ما يخفف عنها أحزانها؟ من خصاص الباب سمعت صوتها. ولست أجد بين أحزان هذا البيت سببا للسرور، وإن ما يجري به لا يدعوني إلى الغبطة.
المربية :
نامعلوم صفحہ