3 ولم يلتزم المغوسي بهذه الخطوات، وإن كان عمله يحقق مجمل ما تنتهي إليه، فهو يبدأ بقوله: "أقول " ليشرح الألفاظ ويناقش صيغها الصرفية، ثم يتجه لتلخيص المعنى بقوله: "يقول" ثم يبسط المسائل البلاغية التي يتوقف عليها تذوق النص، "مع رد كل فرع إلى أصله، ووصل كل معنى بما يناسبه من فصله"(¬1)[50]. وينهي كلامه بالإعراب متوسعا فيه كثيرا.
4 ويتناول الصفدي أبيات لامية العجم فيشرح الألفاظ شرحا لغويا ثم يعربها متوسعا في الإعراب كثيرا، ويستخرج معنى البيت ويرفع النقاب عن تعابيره وصوره. ومنهجه أكثر مرونة من غيره. وهو أميل إلى الاستطراد لأنه يرى الانتقال من نوع إلى نوع أنشط للمطالعة وأبسط، فيقول "فلا تجدني في هذا الشرح واقفا مع ضيق المقام، ولا فارا من مشق القواضب ولا رشق الحسام، بل أشرف على كل مكان فأسقط وأتوخى الحب الكبار فألتقط، فمهما استطرد الكلام إليه وفيته حقه"(¬2)[51].
وقد وجد الإفراني في هذا الشرح المادة الأدبية من المناسبة لشرحه من شعر وأخبار مناسبة للغزل فعوض بذلك نقصها في الشروح الأخرى.
صفحہ 26