مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
أما عروض الفرقة الخاصة بالجمعيات في هذا الموسم، فتمثلت في عرضين؛ الأول: مسرحية «القضاء والقدر» لصالح الجمعية السورية المصرية للروم الأرتوذكس بالأوبرا، في مارس 1916، وقد غنت في هذه الليلة المطربة توحيدة، وعزف الموسيقى سامي الشوا، وقد حضر التمثيل صادق وهبة مندوب السلطان، والأمير إسماعيل داود صهر السلطان، والمستر لورنس قنصل فرنسا. أما العرض الآخر فكان مسرحية «غانية الأندلس» لصالح جمعية التوفيق الخيرية القبطية، بمسرح الحمراء بالإسكندرية، في أبريل 1916.
68
وبالإسكندرية أيضا قدمت الفرقة عدة مسرحيات بتياترو الهمبرا، في أبريل 1916، منها: «القرية الحمراء»، «يا ستي ما تمشيش كده عريانة»، «الشاعر جرنجوار».
69
وقد ظهر في هذا الموسم بصورة لافتة للنظر بعض الممثلين، سواء من جوق الكوميدي العربي أو من فرقة عكاشة. فمن ممثلي الجوق الكوميدي ظهر: نجيب الريحاني، محمد يوسف، محمد بهجت، أمين عطا الله، روز اليوسف. ومن فرقة عكاشة ظهرت: نهوى حسني، مريم سماط، عمر وصفي.
وإذا كان الموسم الماضي مر على فرقة عكاشة كأفضل موسم لها حتى الآن، فإن هذا الموسم جاء على النقيض تماما! وذلك بسبب وجود عزيز عيد وأفراد جوقته ضمن فرقة عكاشة، فعزيز عيد كان يشارك في تمثيل وإخراج مسرحيات عكاشة التاريخية والتراجيدية الغنائية، بأسلوبه الكوميدي والفودفيلي! مما جعل الكاتب عبد الحليم دلاور ينتقده بشدة في إحدى مقالاته، عن مسرحية «الفرسان الثلاثة»، بجريدة «المنبر» في 9 / 3 / 1916، قائلا فيها: ... لقد بولغ في الإعلانات عن مأساة «الفرسان الثلاثة»، ونوه بذكرها إلى حد جعل أهل المعرفة من أرباب التمثيل يعتقدون الاعتقاد الثابت بأن الإقبال عليها سيكون عظيما، وفاتهم أن الصديق عزيز عيد قد كاد لهم كيدا كبيرا، ومكر بهم مكرا، فإنه وضع اسمه المفخم «الأستاذ معلم التمثيل!» إزاء اسم البطل «دارتانيان»، فظن عشاق التمثيل المقبلون عليه أن الرواية ستمثل في صورة مضحكة ... فلم يقبلوا عليها. أما الذين شهدوا تمثيلها وهم القليل،
70
فقد خرجوا ساخطين لاغين يتساءلون، إذا كان الممثلون قد أرادوا جدا في هزل، أم هزلا في جد؟ على أننا إن استحسنا من الصديق عزيز عيد دأبه على قبر هذه المآسي الساذجة، فقد لا نوافقه على متابعة لحد كل المآسي التي تصادفه. بل أننا نستنكر عليه تمثيل «لاندري» في رواية «ابنة حارس الصيد». فقد كان فيه مسخة هزءة، على أنه أب وقور خليق بالاحترام والاعتبار ... وما فعله الصديق عزيز عيد في هذه المأساة جرأه على فعل مثله في رواية «الطواف حول الأرض».
عزيز عيد.
أما المشكلة الكبرى التي تعرضت لها فرقة عكاشة في هذا الموسم، فتمثلت في تمثيل المسرحيات الفودفيلية، الخاصة بجوق عزيز عيد، باسم فرقة عكاشة، وعرضها بدار التمثيل العربي. وعلى الرغم من تمثيل هذه المسرحيات، من قبل فرقة عزيز عيد عام 1907، إلا أنها لم تهاجم وقتها، بمثل ما هوجمت به في هذا الموسم. وترتب على ذلك قضية رأي عام، شاركت فيها معظم الجرائد المصرية، بمجموعة كبيرة من المقالات، بصورة يومية لمدة شهرين، وبالأخص في جريدتي «المنبر» و«الوطن» حيث تحولت القضية فيهما إلى معارك فنية وأدبية.
نامعلوم صفحہ