مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
وبعد دفن الشيخ سلامة حجازي تشكلت لجنة للاحتفال بتأبين الفقيد
115
يوم 30 / 11 / 1917 في الأوبرا السلطانية برئاسة إسماعيل عاصم. أما أعضاء اللجنة فهم: محمد تيمور، عمر سري، إسماعيل وهبي، د. منصور فهمي، حسين رمزي، عبد الرحمن رشدي، وسكرتير اللجنة جورج طنوس. وقد حضر هذا التأبين عدلي باشا يكن وزير المعارف. وألقى إسماعيل عاصم كلمة الافتتاح نثرا وشعرا، وتلاه د. منصور فهمي فتحدث عن نبوغ الفقيد، وبعده تحدث حسين رمزي في موضوع «لماذا نكرم الفقيد»، ثم جورج طنوس الذي ألقى كلمة خليل مطران، ثم ألقى عبد الحليم المصري قصيدة شعرية، ثم خطب محمد لطفي جمعة خطبة عن عبقرية الفقيد، ثم ألقى محمد تيمور قصيدة، ثم ألقى جورج طنوس قصيدة لعمر عارف، ثم ألقى أسعد داغر قصيدة. بعد ذلك وقفت الممثلة ميليا ديان وألقت موشحا بالنيابة عن جميع الممثلات، ثم تلاها عبد الرحمن رشدي وألقى خطبة بالنيابة عن جميع الممثلين، ثم عزف سامي الشوا بعض أبيات من قصيدة للفقيد، وعزف تأبينا موسيقيا له على الكمنجة، ثم ألقى عبد الحميد حمدي خطبة مناسبة، ثم ألقى محمد تيمور خطبة إبراهيم جلال، ثم خطب عبد العزيز حمدي بالنيابة عن الجمعيات التمثيلية، وألقى مجد الدين حفني ناصف قصيدة، ثم تلاه عزيز بشاي وإبراهيم الدباغ وتوفيق عزوز.
116
واختتم إسماعيل عاصم الحفلة موجها أنظار الجمهور إلى التماثيل الثلاثة، التي صنعها تخليدا لذكر الفقيد، عثمان الدسوقي، ومحمد شاكر من مدرسة الفنون الجميلة، وأنطون حجار ويوسف طاهر. وبعد أقل من عام نشر جورج طنوس أغلب هذه الخطب والقصائد في كتابه «الشيخ سلامة حجازي وما قيل في تأبينه».
وهكذا رحل الشيخ سلامة حجازي ولم يبق من ذريته غير حفيدته الطفلة عائشة، التي أنجبتها ابنته الوحيدة «سيدة» التي ماتت بمرض السل قبل أن تبلغ العشرين من عمرها، وهي زوجة محمد فؤاد عنايت ابن عبد الرازق بك عنايت، صديق الشيخ سلامة وساعده الأيمن ومموله المالي. كما أن زوجة الشيخ سلامة ماتت قبله بسنوات قليلة، وهذا ما يذكره لنا التاريخ عن أسرة الشيخ.
ومن الجدير بالذكر أن هناك سرا خفيا ظل مجهولا فترة طويلة، أشار إليه د. محمد فاضل - صديق الشيخ الحميم - في عام 1932، ويتمثل هذا السر في أن للشيخ سلامة حجازي ابنا، قال عنه د. محمد فاضل: «أما نجله الذي عاش له بعد فقد أولاده جميعا، فقد خرج عن طاعته بعد وفاة أمه، ويعلل المتصلون بأسرة الشيخ أن سبب هذا الخروج كان يرجع إلى تأثيرات أمه، وما كانت تبثه فيه من أنواع الكره والضغينة نحو والده، وشب هذا الولد وهو لا يحمل بين جنبيه المحبة البنوية إزاء أبيه. وقد حاول الوالد أن يسترجع ولده إلى حظيرته ويدخله تحت كنفه، وبذل في ذلك ما بذل من الوسائل والوسائط، إلا أن الولد كان عنيدا وكان على جانب كبير من قوة الشكيمة، ففشل الوالد فيما حاول، واندفع الولد في طريق غوايته، وما زال يشطح على أراجيح اللهو والعبث حتى أغرم بحب فتاة إسرائيلية حبا أنساه نفسه، فتزوج منها، وكان هذا الزواج مقابل شرط أليم هو أن يرتد عن دينه ويعتنق دين حبيبته.»
117
وهذه المعلومات رغم أهميتها إلا أنها مبهمة، فلم يذكر د. محمد فاضل اسم هذا الابن، ولم يشرح لنا كيف كانت نهاية هذه الجفوة بين الابن والأب، ولم يوضح هل الابن تزوج من الفتاة الإسرائيلية واعتنق اليهودية وترك دين الإسلام أم لا؟ وهل هذا الابن مات قبل أبيه أم بعده؟
سيدة ابنة سلامة حجازي.
نامعلوم صفحہ