مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
63
وفي مايو 1911 قرر الشيخ سلامة أن ينهي موسمه ويسافر إلى الشام كعادته، ولكن عبد الله عكاشة وأفراد شركة التمثيل العربي رفضوا هذا وانفصلوا عن الشيخ للمرة الثانية؛ لذلك أراد سلامة حجازي أن يودع جمهوره بعرض يظهر فيه، ويطرب الجمهور بصوته الشجي، حتى ولو كان بين الفصول. وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في 21 / 5 / 1911:
في مساء الخميس المقبل يمثل جوق حضرة المطرب الشهير والممثل البارع الشيخ سلامة حجازي رواية «عواطف البنين» الشهيرة، ويقوم حضرة الشيخ سلامة بنفسه بتمثيل «الطفلين»، وهي شعرية غنائية تمثيلية. وهي أول بشرى نزفها لمحبي التمثيل بعد نقاهة الشيخ من مرضه، وبعد أن احتجب عن التمثيل مدة طويلة. وهذه الليلة لوداع محبيه الكرام قبل سفره لتمضية فصل الصيف خارج القطر، فنحث العموم بالإقبال عليها.
بعد ذلك، عاد الشيخ من الشام في آخر سبتمبر 1911، وبدأ عروضه بدار التمثيل العربي التي تحددت بأيام السبت والثلاثاء والخميس من كل أسبوع. وتمثلت مشاركة سلامة حجازي في إلقائه بعض القصائد الغنائية بين الفصول تارة، وإلقائها من خلف الستار تارة أخرى. أما مطرب الفرقة الأساسي في هذه الفترة فكان زكي مراد. ومن هذه العروض: «ماري تيودور»، «عبرة الإبكار»، «صلاح الدين الأيوبي»، «ضحية الغواية»، «عواطف البنين»، «القضية المشهورة»، «العواطف الشريفة»، «ابنة حارس الصيد»، «أنيس الجليس».
64
وبنفس أسلوب مشاركة الشيخ سلامة في إلقاء القصائد أثناء التمثيل عرضت الفرقة مسرحية «القضية المشهورة» بمسرح التفريح بالمنصورة، وأيضا بالإسكندرية، في فبراير ومارس 1912، وألقى من خلالها الشيخ سلامة قصائد: الطفلين، والهلال الأحمر، وسارقة القلوب.
65
هذا بالإضافة إلى عروض الفرقة الخاصة بالجمعيات، ومنها مسرحية «عواطف البنين» لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية، وقد حضرها حسنين باشا كامل في 3 / 1 / 1912، ومسرحية أخرى لجمعية الاحتفالات والأعياد المختلطة بطنطا بتياترو حديقة المجلس البلدي في 30 / 1 / 1912، ومسرحية «عواطف البنين» لجمعية المساعي الخيرية المارونية بتياترو عباس في فبراير 1912، ومسرحية «القضية المشهورة» لجمعية جامعة المحبة في 7 / 2 / 1912.
66
ويقول محمد تيمور عن طريقة إنشاد الشيخ: إنها «كانت تختلف عن طريقة المغنيين، وكانت ألحانه توافق المواقف المسرحية، فإذا لحن لحنا للجحيم سمعت منه عزيف الجن، وإذا لحن لحنا غراميا سمعت منه أرج الحب، وإذا لحن لحنا دينيا دخلت في نفسك الهيبة والجلال إذا سمعته.»
نامعلوم صفحہ