مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
54
وعرض «عظة الملوك» لجمعية الاتحاد الأخوي الخيرية الإسرائيلية، في 10 / 1 / 1909 بدار التمثيل العربي. وعرض «عواطف البنين» لجمعيتي المساعي الخيرية والتوفيق القبطية في 14 / 2 / 1909 بالأوبرا، وقد حضرها سعيد ذو الفقار التشريفاتي الخديوي الأول. وعرض «ضحية الغواية» لجمعية المساعي الخيرية المارونية بالأوبرا في مارس 1909.
55
ومن أشهر عروض الفرقة في هذه الفترة، مسرحية «غانية الأندلس» التي عرضت بمناسبة الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني، وقد وصفت جريدة «المؤيد» هذا الاحتفال قائلة تحت عنوان «لجنة الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني» في 30 / 8 / 1908:
في يوم الثلاثاء أول سبتمبر سنة 1908، «حديقة الأزبكية»: زينة بديعة في جميع الحديقة - موسيقات متنوعة - مزمار وطبل بلدي - ألعاب بهلوانية - ألعاب سيماوية - خيال الظل - أم الشعور البهلوانية - أغاني عربية بمعرفة المطربين الشهيرين. باب الحديقة الغربي الذي بمواجهة شارع بولاق، مفتوح من الساعة التاسعة بعد الظهر للسيدات فقط، وتفتح أبواب الحديقة من الساعة أربعة بعد الظهر للرجال إلى نهاية الاحتفال. تذاكر دخول الحديقة ثمنها خمسة قروش صاغ على أبواب الحديقة. مسموح لحضرات ضباط جيش الاحتلال والجيش المصري، وعساكر جيش الاحتلال والجيش المصري، بالدخول في الحديقة بدون تذاكر ما داموا بالملابس العسكرية، «تياترو الحديقة»: يشخص به رواية «محاسن الصدف» بمعرفة جوق مصري شهير، «تياترو الأوبرا»: يشخص به رواية «غانية الأندلس» بمعرفة جوق حضرة الممثل الشهير الشيخ سلامة حجازي. تذاكر تياترو الحديقة والأوبرا تباع بشباك الأوبرا، وبمحل تجارة سعادة حسن باشا مدكور بالأزبكية. وفي يوم الاحتفال تقدم المدليات الذهبية المخصوصة في حديقة الأزبكية لمن اكتتب هذا الاحتفال من السيدات بمبلغ ثلاثة جنيهات على الأقل بواسطة سيدات كلفن بذلك من قبل اللجنة.
ومن الجدير بالذكر أن فرقة سلامة حجازي تلقت في هذه الفترة نقدا لاذعا وهجوما شرسا من بعض الصحف: ومنها جريدة «الأخبار» التي قالت في 22 / 1 / 1909، تحت عنوان «التمثيل العربي»:
بدأ التمثيل العربي منذ أربعين سنة، ولا يزال حتى اليوم وهو في عهد الطفولية، ولا فرق في ذلك بين القاهرة وبين بيروت. والحقيقة أنه لا يوجد ممثلون في اللغة العربية يستحقون أن يطلق عليهم هذا الاسم. أما الروايات فليس في اللغة المذكورة شيء منها يجدر بالذكر؛ لأن كل ما هنالك روايات تافهة لا مغزى لها، نعم، إن بعض الكتبة ترجموا شيئا من شكسبير ومن كورنيل ومن هيجو، ولكن تلك الترجمات لم تكتب إلا ليدفع بها إلى الشيخ سلامة فيمسخها بتمثيله السيئ، أو ليغني فيها بضعة أشعار ليس إلا.
غلاف مسرحية «أبو الحسن المغفل».
وفي صيف عام 1909 سافر الشيخ سلامة وفرقته إلى الشام في رحلة فنية ثالثة، وكأن القدر كان يقف له بالمرصاد! ففي رحلته السابقة أشيع عنه أنه مات مقتولا، أما في هذا العام فقد أشيع أيضا أنه مات، وبعد أيام من شيوع الخبر ظهرت الحقيقة بأنه أصيب بالشلل. وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في 26 / 7 / 1909 تحت عنوان «الشيخ سلامة حجازي حي والحمد لله»:
روت جرائد بيروت الواردة مع بريد اليوم أن حضرة الممثل الشهير والمطرب المجيد الشيخ سلامة حجازي أصيب في دمشق الشام بفالج في جنبه الأيسر، فأقام على معالجته الدكتور هورد شيانو. وأشاعت جريدة «المفيد» وفاته، على أن جريدة «الأحوال» روت بعد ذلك أن الشيخ سلامة حجازي أرسل إلى داوود نقاش تلغرافا يقول فيه: «الخطر زال، الحالة أحسن، فنطمئنكم.» فحمدنا الله على سلامة الشيخ سلامة حجازي، وسألنا له حياة طويلة مقرونة بالهناء.
نامعلوم صفحہ