مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
49
ولم يجد الشيخ سلامة تكذيبا لهذا الخبر أفضل من أن يظهر أمام الجمهور فور عودته من الشام، وعن هذا الأمر قالت جريدة «المؤيد» في 12 / 8 / 1908:
رأى حضرة الشيخ سلامة حجازي مدير دار التمثيل العربي أن يحيي محبيه وأصدقاءه، الذين احتفوا بمقدمه وأظهروا السرور بسلامته بإحياء ليلة يمثل فيها رواية «صلاح الدين» الشهيرة. وقد اختار لها هذه الليلة؛ أي ليلة الجمعة مساء الخميس، ويتخلل فصولها الموسيقى الوترية، وتختم بفصل مضحك، وأسعار الدخول كالعادة. وهذه الليلة هي الوحيدة في هذا الشهر، حتى إذا انقضى عاد الجوق إلى عادته من موالاة التمثيل.
بعد ذلك أراد الشيخ سلامة أن يلحق بفرقته بعض الهواة، فأعلنت جريدة «مصر» عن ذلك قائلة في 22 / 10 / 1908:
يطلب حضرة الشيخ سلامة حجازي مدير إدارة التمثيل العربي من كل راغب في صناعة التمثيل، عارفا من مبادئ اللغة العربية بما يساعده على حفظها والنطق بها جيدا، أن يقدم طلبا لإدارة دار التمثيل العربي بمصر، والإدارة مستعدة لقبوله بعد الاختبار.
ظلت الفرقة تعمل بعد ذلك طوال عام كامل، قبل أن تقوم برحلتها الثالثة إلى الشام، وطوال هذا العام قدمت الفرقة مسرحيتين جديدتين؛ الأولى: «النجم الآفل» أو «غادة الكاميليا» تأليف إسكندر ديماس الابن، تعريب عبد القادر المغربي المحرر بجريدة المؤيد، وإميل شبطيني، وعرضت لأول مرة يوم 3 / 10 / 1908. والأخرى مسرحية «عواطف البنين» أو «الشهيدة» تأليف الكاتبين الفرنسيين دانري وتربي، تعريب إلياس فياض، وعرضت لأول مرة في 22 / 12 / 1908.
50
وقد تكرر عرض هاتين المسرحيتين كثيرا طوال هذا العام.
51
ومسرحية «النجم الآفل» أو «غادة الكاميليا» تدور حول علاقة الشاب أرمان دوفال ابن الأسرة الريفية متوسطة الحال بمرجريت جوتييه الغانية الباريسية الحسناء، ومن ثم تطورت هذه العلاقة إلى حب قوي لم يرض عنه المجتمع؛ لأن مرجريت كانت من الغواني صائدات المال تحت ستار الصداقة والحب، كما أنها على صلة بأكثر من شاب ورجل. وبالرغم من ذلك أحبت مرجريت أرمان، وكاد أن يصل هذا الحب إلى الزواج. وفي هذا الوقت تقدم شاب ثري لخطبة شقيقة أرمان، وقبل أن يتم زفافه وصلت إلى مسامعه قصة شقيق خطيبته مع مرجريت، فيقوم بتهديد أسرة أرمان بفسخ خطبته إذا تزوج أرمان من مرجريت. وهنا يتدخل والد أرمان خوفا على ابنه من هذه المرأة اللعوب، وخوفا على مستقبل ابنته مع خطيبها، فيذهب إلى مرجريت ويسرد عليها مخاوفه ناشدا ضميرها، وهنا يتأزم الصراع عند مرجريت، فتفضل الابتعاد عن أرمان، وأن تحطم قلبها بيدها قبل أن يتحطم مستقبله ومستقبل أسرته، فتقوم بإيهامه بأنها كانت تلعب بعواطفه، وتدلل على ذلك بأفعال كثيرة حتى يهجرها، فتحزن عليه وتمرض بمرض خطير يذهب بحياتها.
نامعلوم صفحہ