مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
فأنا على الحالين مائتة أسى
يحيا الحبيب إذن وإن لم ينصف
رودولف حبك سوف يبلغني المنى
ويميتني كي لا تكون معنفي
فإذا قضت تسبا فقل هذي قضت
كي لا تخون وإن حلفت ولم تف
24
غلاف مسرحية «تسبا».
ومسرحية «تسبا» لاقت استحسان بعض الصحف المعاصرة التي قرظتها، واستحسنت تمثيلها بعد أن لخصت موضوعها، ومنها جريدة «الوطن» التي قالت في 17 / 11 / 1905:
أحبت كاترين امرأة أنجلو حاكم بادو قبل اقترانها به فتى نبيلا يدعى رودلف، ثم اقترن بها الحاكم بلا حب لأغراض سياسية له، فلم يكن يسمعها سوى الوعيد والتهديد، ثم جاء بإحدى الممثلات محظية له ووضعها في قصره، وبعد حين علم أن امرأته عاشقة، وأن عاشقها زارها في منزله، فقضى عليها بالموت، ولما كانت محظيته وهي الممثلة تسبا عالمة بهذا الغرام، وأن عاشق امرأته هو معشوقها بادو الذي جاء مستترا بأنه أخوها، سعت سعيها الأوفى حتى أنقذت امرأة الحاكم سرا حبا بمن تهواه، وحملت معشوقها على قتلها انتقاما منها؛ لظنه أنها السبب في موتها، وذلك لتتخلص من عناء الغرام. ثم ندم القاتل في حين لا ينفع الندم، لما علم أن حبيبته حية لم تقبر، بفضل من أوردها كأس الحمام. هذه خلاصة موضوع الرواية التي مثلها أمس جوق الشيخ سلامة حجازي، وهي رواية وإن مثلت على المراسح يوما، فهي تمثل كل يوم في كثير من القصور الشامخة؛ لذلك كان تأثير الشعب من سماعها عظيما، حتى بكى الأكثرون من الحاضرين، خصوصا عندما جادت تسبا بحياتها؛ لأن ممثلة دورها وهي السيدة مريم سماط أبدعت في التمثيل إبداعا نادرا حتى لقبها الشعب بزهرة دار التمثيل، وصفق لها التصفيق المتواتر لما ظهر عليها من التأثر، الذي اتصلت شرارة كهربائه إلى نفوس المتفرجين عموما. وكذلك السيدة ميليا ديان فإنها أجادت في تمثيل دورها أيضا، خصوصا عندما أخذت تعنف زوجها على طلبه إعدامها بأن لا حق له في ذلك، وأن الرجل الذي يأتي بخليلته إلى منزله ويفضلها على حليلته، لا بدع إذا اضطرت زوجته إلى حب غيره، فلم تخلق المرأة إلا للرجل ولم يخلق الرجل إلا للمرأة. أما أفراد الممثلين، فقد ظهروا أمس بمظهر جديد من الإبداع والإتقان، خصوصا حضرة الممثل مدير الجوق وأحمد فهيم ممثل دور أنجلو ومحمود حبيب وبهجت وسواهم، مما سرنا وجعلنا نؤمل بوصول التمثيل في هذا العصر إلى حال لم ير من قبل. والفضل في ذلك كله راجع إلى الشيخ سلامة حجازي، الذي لا يدخر وسعا في ترقية هذا الفن وتعليم أفراد جوقته الشهيرة، ولا يسعنا في الختام إلى أن نثني الثناء الجميل على حضرة الكاتب الألمعي زاكي مابرو معرب هذه الرواية الحسناء.
نامعلوم صفحہ