مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
7
كما قالت جريدة «مصر» في 13 / 2 / 1905:
أتتنا عريضة ممضاة من رجال جوقة مصر العربي وممثليه، يقولون فيها إنه لمناسبة انفصال حضرة رئيسهم الشيخ سلامة حجازي من رئاسة هذا الجوق ابتداء من 15 الجاري، وشروعه في تشكيل جوق آخر تحت إدارته، قد عزموا جميعا على الانضمام إليه لما له عليهم من حقوق التربية والتعليم.
وهكذا خرج سلامة من فرقة إسكندر فرح، وكون فرقة مسرحية من أعضائها، وجدد في أدواتها وملابسها المسرحية، ولكنه لم يجدد في موضوعات مسرحياتها، حيث أعاد مسرحيات فرقة إسكندر فرح لمعرفته بها وبقصائدها الغنائية؛ ولأنها معتادة التمثيل بالنسبة لبقية الممثلين. وقد أصاب الشيخ سلامة عندما اختار مسرحية «صلاح الدين الأيوبي» لنجيب الحداد
8
كي يفتتح بها عروض فرقته؛ لأنها من المسرحيات الأثيرة لدى الجمهور، لما فيها من قصص العشق والغرام مع كثرة أشعارها وألحانها. هذا بالإضافة إلى ضمان نجاحها، حيث إن عروضها منذ تأليفها عام 1893
9
تلقى إقبالا كبيرا من محبي تمثيل وغناء الشيخ سلامة.
ومسرحية «صلاح الدين الأيوبي» تدور أحداثها أثناء الهدنة التي أقيمت بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد، وقت نشوب الحروب الصليبية بينهما. ونعلم من الأحداث أن الهدنة تمت بسبب مرض ريتشارد، ذلك المرض الذي كاد أن يتفرق ملوك أوروبا بسببه طمعا في قيادة الجيوش الصليبية، مما جعل ريتشارد يطلب السلام من صلاح الدين. وبالأخلاق العربية الإسلامية يوافق صلاح الدين على السلام، بل ويذهب إلى ريتشارد متنكرا في هيئة طبيب، ولا يتركه حتى يمثل للشفاء. وأثناء وجود صلاح الدين في معسكر الأعداء يشهد خيانة المركيز دي منسرات لوليم حارس راية ريتشارد، الذي يدبر له مكيدة يسرق من خلالها الراية، وذلك بسبب طمع المركيز في الأميرة جوليا شقيقة ريتشارد، والتي تحب الفارس وليم. وعندما يعلم ريتشارد باختفاء الراية يحكم بالموت على حارسها، ولكن جوليا تستعطف شقيقها دون جدوى، وهنا يتدخل الطبيب «صلاح الدين» ويطلب مكافأته عن شفاء الملك بأن يهبه الملك حياة وليم. وبذلك أنقذ صلاح الدين هذا الفارس؛ لأنه يعلم ببراءته. وبمرور الأحداث يتفق صلاح الدين وريتشارد على عقد الصلح والسلام، وفي أثناء هذا الاجتماع يكشف صلاح الدين عن حقيقة الطبيب، ويكشف أيضا خديعة المركيز سارق الراية، ويثبت براءة حارسها وليم. وهنا يحضر سفير اسكوتلندا رسالة إلى ريتشارد، فيرى وليم، فيبهت ويصرخ قائلا: «الأمير داود ولي عهد أسكوتلندا!» وهكذا يتضح أن الجندي وليم حارس الراية ما هو إلا أحد الأمراء، وتنتهي المسرحية بحلول السلام، وبزواج الأمير داود من جوليا.
10
نامعلوم صفحہ