مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
وتدور أحداثها حول المسيو براندون، رجل الأعمال الثري الذي يحاول أن يحصل على كل شيء، ويساعده في ذلك ولداه روبير وجورج. وتصل أطماع براندون إلى أن يحصل على جميع الأملاك من حوله كي يهدمها ويبني مطارا خاصا له. ورغم ذلك لم يستطع الحصول على قصر جاره هنري دبلمون، رغم علمه بقيمة هذا القصر عند صاحبه، الذي لا يفرط فيه بسهولة؛ لأنه ميراث آبائه وأجداده. وتشاء الظروف أن يحب هذا الجار الفتاة جان ابنة براندون، ويعلم بذلك الأب فيفاجأ ابنته بين أيدي حبيبها، فيخيرها بين أن تأتي معه، أو أن تعيش منبوذة مع عدوه ولو كان حبيبها، فترفض الابنة الذهاب وتصر على البقاء مع الحبيب. ويقوم الأب بمساعدة ولديه على خطف جان، ومن ثم أخذوا في مساومة الحبيب، إما التنازل عن القصر مقابل عودة الفتاة إليه، وإما احتفاظه بالقصر مقابل عدم رؤية الحبيبة، ويرضخ الحبيب للأمر الواقع، فيوقع التنازل وحضر جان وتأخذ في تعنيف ومعاتبة والدها وشقيقيها، فتوقظ ضمير أبيها، فيعتذر عما فعله، ويصرح بأنه ظل أربعين سنة يعمل لنيل السعادة، ولكنه في الحقيقة نال الشقاء.
وكانت المسرحية الجديدة الثامنة مسرحية «شهوزاد» لعزيز عيد،
235
وقد عرضتها الفرقة إحياء لذكرى الشيخ سيد درويش، يوم 28 / 12 / 1926،
236
وهي من إخراج عمر وصفي، وتمثيل: زكي عكاشة، عزيزة أمير، علية فوزي، لطيفة نظمي، صوفي يوسف، بشارة واكيم، عباس فارس، محمد يوسف. وقد قالت عنها مجلة «العروسة» في 5 / 1 / 1927:
من الناس عظماء يعيشون في عزلة وسكون، ويعملون في غير ضجة ولا ضوضاء، فإذا ما طواهم الموت أدرك الناس بعد فقدهم سر عظمتهم، وأحسوا بنبوغهم العجيب، فعضوا عليهم بنان التلهف والحسرة، وتمنوا لو قدروهم في حياتهم بما هم به جديرون. ولكن تلك سنة الله في خلقه، ولم تجد لسنة الله تبديلا! وقد عاش المرحوم الشيخ سيد درويش الموسيقي الفذ مجهولا، إلا من نفر قليل من أصدقائه، وكانت ألحانه التي تفيض بشتى العواطف تستقر في كل قلب ويتغنى بها كل لسان، والناس تطرب منها وتبكي، وهم لا يعرفون من أمره شيئا حتى مات، وظهر في عالم الموسيقى ذلك الفراغ الكبير، فارتفع شأنه بموته وذاع صيته، وتجلت مظاهر عظمته الفنية العجيبة. ومن آثاره الخالدة رواية «شهوزاد» الذي سكب في ألحانها روحه العظيمة، فأخرج منها معجزة فنية، تمر السنون وتفنى الأجيال، وهي باقية لا تفنى ولا تزول! مثلها بنفسه منذ سنين ثم طويت بوفاته، إلى أن اشتراها مسرح الحديقة من ورثته، وأخرجها في الأسبوع الماضي، فعاد الناس يسمعون تلك الموسيقى الآخذة بالنفوس ويخشعون باهتين أمام ذلك الفيض السماوي الساحر، وهم في نشوة الطرب والإعجاب. وقد أتقن أفراد الفرقة تمثيل الرواية وغناءها إتقانا يشهد لهم بالمقدرة في فنهم، ويبين جليا مقدار النهضة التي ينهضها هذا المسرح.
إعلان مسرحية «البروكة».
وفي 23 / 12 / 1926 بدأت الفرقة تمثيل مسرحيتها الجديدة التاسعة، وهي «إحسان بك»، تأليف محمد عبد القدوس، وإخراج عمر وصفي، ومن تمثيل: عزيزة أمير، علية فوزي، لطيفة نظمي، عفيفة خوري، فكتوريا سويد، عائدة حسن، أحمد فهمي، بشارة واكيم، عباس فارس، محمد يوسف، عبد الحليم القلعاوي، عمر وصفي. وقد أعادت الفرقة عرضها أكثر من مرة في هذا الموسم.
237
نامعلوم صفحہ