مسيرة المسرح في مصر
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
اصناف
تقرر إقامة مهرجان حافل في حديقة الأزبكية مساء 7 الجاري، إحياء لتذكار جلوس الجناب الخديوي المعظم، وأن راياته وزينته ابتدأ تنسيقها منذ الآن، ونزيد على ذلك أن ألعابا نارية مختلفة ستجري في تلك الليلة، وتجري الزوارق في بحيرة الحديقة. وسيطرب الجمهور بلبل الغناء عبده الحامولي، وزميله المبدع الشيخ يوسف المنيلاوي.
11
وتمثل في تياترو الحديقة رواية عربية يشخصها جوق إسكندر فرح، الذي تغني شهرة جوهرته الشيخ سلامة حجازي عن وصفه، ويتخللها فصول غناء تلقيها السيدة ملكة سرور.
وفي هذا الاحتفال مثلت الفرقة مسرحية «محاسن الصدف»، وشاهدها السردار الإنجليزي، وقد أبدعت في تمثيلها وغنائها الممثلة والمطربة ملكة سرور.
12
غلاف مسرحية «محاسن الصدف».
ومسرحية «محاسن الصدف» تأليف محمود واصف، تدور حول الوزير الماكر إبراهيم، الذي يحقد على الوزير شمس الدين، فيزين لملك مصر ابنة شمس الدين، فيجعل الملك يطلب يدها من وزيره شمس الدين رغم علمه أنها مخطوبة لابن عمها الأمير حسن وزير بغداد، وعندما يطلب الملك الزواج من شمس الصباح يخبره والدها أنها مخطوبة لابن عمها، فيعتبرها الملك إهانة له، فيأمر بتزويج شمس الصباح من سايسه الأحدب المخيف انتقاما لكرامته، ويرسل الجند للقبض على حسن في بغداد، ولكن أحد الأتباع ممن يذكرون مآثر الوزير «قمر الزمان» والد حسن يسبق الجند ويساعد حسن على الهرب، وبعد تعب شديد من كثرة السير ينام حسن بجوار قبر أبيه، فتأتي الجن وتعلم بحاله، فتقوم بنقله وهو نائم إلى قصر الوزير شمس الدين ليلة زفاف ابنته على الأحدب، وتقوم أيضا بإبعاد الأحدب ووضع حسن مكانه، فيقع حسن في حب العروس، ثم تنقله الجن مرة أخرى إلى الشام ليفيق ويظن أن ما حدث كان حلما. أما شجرة الدر والدة حسن فتتنكر في زي رجل وتبحث عن ابنها في مصر، فتقابل مصادفة الوزير شمس الدين، وتعلم أنه شقيق زوجها وتطلعه على الحقيقة، فيحاولان معا البحث عن حسن، ويجدوه في الشام، ويرجع الجميع إلى مصر ويطلعون الملك على الحقيقة بكاملها، فيبارك الملك زواج حسن بشمس الصباح، ويوقع العقاب بالوزير إبراهيم.
وإذا كان صوت الشيخ سلامة حجازي هو أكبر عامل من عوامل نجاح فرقة إسكندر فرح، فإن العامل الثاني كان وجود مسرح ثابت للفرقة، وهو مسرح شارع عبد العزيز - الذي أقيم بأرض علي باشا شريف رئيس مجلس الشورى في ذلك الوقت، وهو سينما أولمبيا الآن - الذي شهد أمجاد الفرقة في القرن التاسع عشر. وعلى هذا المسرح، وبصوت الشيخ سلامة الشجي، أعادت الفرقة عروضها المسرحية الناجحة، هذا بالإضافة إلى عروضها الجديدة. وقد ساعد في نجاح هذه العروض فريق من الممثلين، منهم: أحمد فهيم، حسين حسني، ميليا ديان، وردة ميلان، أمين الأزهري، أحمد أبو العدل، مصطفى محمد، عمر فايق، إبراهيم أبي السعود، محمود حبيب، أحمد فهمي، إبراهيم رجب، الشربيني، ملكة سرور، لبيبة ماللي، محمود حجازي. وذلك في الفترة من يناير 1900 وحتى فبراير 1905.
ومن هذه العروض مسرحية «أبو الحسن المغفل» لمارون النقاش، وكانت تختم بفصول كوميدية وصور سينماتوجرافية،
13
نامعلوم صفحہ