بعد فترة ليست بالطويلة، كان مع والده في الشارع، ورأى وايك يأتي تجاههما. قال والده: «أهلا وايك»، بصوت هادئ، محترم يستخدمه الرجال لتحية الرجال الآخرين الذين لا يعرفونهم - أو ربما الذين لا يريدون أن يعرفونهم - جيدا. انحرف دين ليرى بعض الأشياء في واجهة متجر لبيع الأدوات المعدنية.
قال والده: «ألا تعرف وايك تيبيت؟ ... كنت أظن أنك قابلته عند فيوليت.»
ثم شعر دين مرة أخرى بما شعر به من قبل، النفحة التي كان يكرهها. كان يكرهها الآن أكثر؛ لأنها كانت تحيط به من كل جانب. كانت تحيط به من كل جانب حتى لو أن والده كان يعرف.
لم يرد أن يفهم مدى خيانة فيوليت. كان يعرف بالفعل أنه لن يغفر لها أبدا. •••
دين الآن رجل عريض المنكبين، متورد البشرة، يمتلك الملامح المرهقة للدب اللعبة تيدي، ولحية تكاد تكون كلها رمادية اللون. كان كلما كبر يصير أشبه بأمه أكثر فأكثر. يعمل مهندسا معماريا. رحل من المنزل إلى الجامعة، ولفترة طويلة عاش وعمل في أماكن أخرى، لكنه عاد منذ عدة سنوات، وهو مشغول الآن بترميم الكنائس، وقاعات مجالس البلدات، والمناطق التجارية، والمنازل التي كانت تعد بحق قبيحة المظهر في الوقت الذي رحل فيه. يعيش في المنزل الذي نشأ فيه، المنزل الذي ولد ومات أبوه فيه، منزل حجري عمره مائة وخمسون عاما أعاده هو وثيو تدريجيا إلى ما يشبه حالته الأصلية .
يعيش مع ثيو، الذي يعمل أخصائيا اجتماعيا.
عندما أخبر دين وايك وفيوليت للمرة الأولى (كان قد سامحها - سامحهما - منذ فترة طويلة) أن شخصا يدعى ثيو سينتقل للعيش معه، قال وايك: «أفهم من ذلك أنك عثرت أخيرا على رفيقة جادة.»
لم تقل فيوليت أي شيء.
قال دين في رفق: «رفيق رجل ... ليس من السهل تخمين نوع الشخص، من خلال هذا الاسم الذي يطلق على الرجال والنساء.»
قال وايك في دماثة: «حسنا. هذا شأنك وشأنه.» كانت العلامة الوحيدة التي ألمح بها والتي ربما تشير إلى انزعاجه في قوله «شأنه» دون أن يلاحظ.
نامعلوم صفحہ