ولد شيخنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني، في سنة عشرين وخمس مائة، وتوفي يوم السبت رابع ذي الحجة سنة أربع عشرة وست مائة، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون، رحمه الله وإيانا. الشيخ العاشر (39) -[38] أخبرنا الشيخ المسند أبو المعالي محمد بن وهب بن سليمان بن أحمد بن علي السلمي، المعروف بابن الزنف، بقراءة عمي الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد، عليه وأنا أسمع، في تاسع شعبان سنة اثنتين وست مائة، بجامع دمشق في الخلعية، قال له: أخبرك الفقيه الإمام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، قراءة عليه وأنت تسمع، في السادس والعشرين من المحرم سنة إحدى وأربعين وخمس مائة، فأقر به، قال: أنبا الفقيه الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الزاهد، قراءة عليه وأنا أسمع، قثنا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب، قال: أنا أبو علي محمد بن عبد الله بن محمد الأصبهاني، قثنا محمد بن قازن بن العباس، قثنا المنذر بن شاذان، قثنا يعلى بن عبيد، قثنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من فطر صائما كتب له مثل أجره، إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا، ومن جهز غازيا في سبيل الله، أو خلفه في أهله، كتب له مثل أجره، إلا أنه لا ينقص من أجر الغازي شيئا ".هذا حديث أخرجه الأئمة في كتبهم، فرووه من حديث بسر بن سعيد المدني، مولى الحضرميين، عن زيد بن خالد، فرواه البخاري في الجهاد، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، ومسلم فيه، عن أبي الربيع، عن ابن زريع، كلاهما، عن حسين المعلم، عن ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، وعن سعيد بن منصور، وأبي الطاهر، عن ابن وهب، عن عمرو، عن بكر، كلاهما، عن بسر، بنحو منه، وهو: " من جهز غازيا ".ورواه أبو داود في الجهاد، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، بسنده. والترمذي في الأحكام، عن ابن بشار، عن أبي بكر الحنفي، عن الضحاك بن عثمان، حدثني سالم أبو النضر، عن بسر، عن زيد، بمعناه، وقال: حسن صحيح، غريب من هذا الوجه. والنسائي في اللقطة، عن هارون بن عبد الله، عن ابن وهب، عن الضحاك بنحوه. ورواه الترمذي أيضا، من رواية عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن خالد، وأوله : " من فطر صائما ".في الصوم، عن هناد، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، فذكره، وقال: صحيح. والنسائي فيه، عن علي بن الحسين الدرهمي، عن خالد، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، وعن إسماعيل بن مسعود، عن يزيد بن زريع، عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عطاء، بمعناه، فوقع لنا عاليا، ولله الحمد والمنة (40) -[39] وأخبرنا أبو المعالي محمد بن وهب بن سلمان، إجازة، إن لم يكن سماعا، وأبو العباس الخضر بن كامل بن سالم السروجي، قراءة عليه، قالا: أنبا أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي، قراءة عليه ونحن نسمع، بدمشق، في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنبا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، إملاء، قثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا علي بن الجعد، قثنا شعبة، عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الإماء ".رواه البخاري في صحيحه، عن علي بن الجعد، فوقع موافقة عالية، ولله الحمد ولد شيخنا أبو المعالي محمد بن وهب، في يوم السبت العشرين من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة، ومات يوم السبت العشرين من شعبان سنة ست وست مائة، بدمشق، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير، رحمه الله وإيانا. الشيخ الحادي عشر (41) -[40] أخبرنا القاضي الإمام العالم أبو المعالي محمد، ويسمى أيضا أسعد بن المنجى بن أبي البركات بن المؤمل التنوخي المعري، رحمه الله، قراءة الحافظ أبي موسى عبد الله ابن الإمام الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، عليه وأنا أسمع، في يوم الأحد سلخ شعبان سنة خمس وست مائة، قال له: أخبرك الشريف أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن علي بن إسماعيل العباسي ، قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، وذلك بدار الخلافة في منزله ببغداد، في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمس مائة، قال: أنبا الشيخ الثقة أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد المكي، قراءة عليه في المسجد الحرام، في جمادى الأولى من سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة، قيل له: أخبركم أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكي، بها في المسجد الحرام، قال: أنبا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قثنا جدي أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، قثنا سفيان، عن أيوب، عن محمد، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فخرجوا إلينا ومعهم المساحي، فلما رأونا قالوا: محمد والخميس. ورجعوا إلى الحصن يسعون، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: " الله أكبر خربت خيبر، ثلاثا، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ".قال: فأصبنا فيها حمرا فطبخناها، فإذا منادي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس. أخرجه البخاري في الجهاد، عن عبد الله بن محمد، قال: وتابعه علي، وأخرجه في علامات النبوة، عن علي، وفي المغازي، عن صدقة بن الفضل، كلهم عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن محمد ابن سيرين. وأخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه في الصيد، عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، بسنده، فوقع لنا عاليا للبخاري، وموافقة عالية للنسائي، ولله الحمد والمنة (42) -[41] وبالإسناد، إلى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، " أن عمر رضي الله عنه كان عليه نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتكف، فلم يعتكف حتى كان بعد حنين، وكان أعطاه من السبي جارية، قال: وهو في المسجد معتكف، وكان السبي أرسلوا وقد أسلموا ، فجاءوا يكبرون، فقال عمر: ما هذا؟ فقالوا: قد أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم: والجارية أيضا فأرسلوها معهم ".أخرجه البخاري في المغازي وفي الخمس، عن أبي النعمان، عن حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، بنحوه. وأخرجه مسلم في النذور، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن جرير، وعن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره بنحوه. ورواه النسائي في الاعتكاف، عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، به، فوقع لنا عاليا لهما، وموافقة عالية به، ولله الحمد والمنة، وهو الموفق للصواب ولد شيخنا القاضي أبو المعالي بن المنجى في سابع عشر ذي الحجة من سنة أربع عشرة وخمس مائة، وتوفي بدمشق يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ست وست مائة، ودفن بسفح جبل قاسيون، رحمه الله وإيانا. الشيخ الثاني عشر (43) -[42] أخبرنا الشيخ المسند أبو الفضل أحمد بن أبي عبد الله محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا الأنصاري الدمشقي، المعروف أبوه بابن الهراس، قراءة عليه وأنا أسمع، في شوال سنة ست وست مائة، قال: أنبا الفقيه الإمام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، من لفظه، في شوال سنة ست وخمسين وأربع مائة، قال: أنبا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري، بنيسابور، قال: أنبا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي، قثنا عبد الرحيم بن منيب، قثنا يزيد بن هارون، قال: أنبا حميد، عن أنس، " أن عمه غاب عن قتال بدر، فقال: أغيب عن أول قتال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد، انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين، ثم تقدم، فلقيه سعد دون أحد، فقال: أتابعك؟ فقال سعد: فلم أستطع أن أصنع ما صنع. قال: فوجد فيه بضعا وثمانين من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم. قال: فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} "
صفحہ 43