سلسلة الأجزاء والكتب الحديثية (٢٦ - ٢٧ - ٢٨)
مجموع فيه
ثلاث من كتب المشيخات الحديثية
مشيخة الإمام الزاهد شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد السهروردي
المتوفى سنة (٦٣٢ هـ)
المشيخة البغدادية للإمام رشيد الدين أبي العباس أحمد بن المفرج ابن مسلمة الأموي
المتوفى سنة (٦٥٠ هـ)
-[مشيخة أبي المنجى عبد الله بن عمر ابن اللتي البغدادي]-
المتوفى سنة (٦٣٥ هـ)
حققها وقدم لها
الدكتور عامر حسن صبري
مؤسسة الريان
الطبعة الأولى
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
نامعلوم صفحہ
الجزء الأول من مشيخة أبي المنجى عبد الله بن عمر ابن علي بن زيد ابن اللتي البغدادي
تخريج: الحافظ أبي عبد الله محمد بن البرزالي، رحمهما الله تعالى.
رواية: الشيخ أبي علي الحسن بن علي ابن الخلال، عن ابن اللتي.
سماع: أحمد بن مظفر بن أبي محمد ابن النابلسي، عفا الله عنه.
1 / 379
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الأَصِيلُ الْمُسْنِدُ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن يوسف بن يونس ابن الْخَلالِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ، خَامِسَ عشر ربيع الآخر، سنة اثنتين وتسعين وستمائة، بِدِمَشْقَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْمُنَجَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ اللَّتِّيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ بِدِمَشْقَ، فِي أَوَائِلِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وستمائة.
1 / 381
[الشَّيْخُ الأَوَّلُ]
أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ، بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّجْزِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِمَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى، في شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْفَضْل وَأُمُّ [عزى] بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرْثَمِيَّةُِ، قراءةً عليها وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وستين وأربعمائة، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ ثابتٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وَفِيهَا تُوُفِّيَ ﵀، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حربٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَس بنِ مالكٍ قَالَ:
1 / 382
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ، فَآتِيهِ بماءٍ، فَيَغْتَسِلُ بِهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حربٍ، وَأَبِي كريبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ، كِلَيْهِمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ -أَبُوهُ، وَعَلَيْهِ أُمُّهُ، عَلَى اختلافٍ فِيهَا- عَنْ روحٍ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.
وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ أَيْضًا مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَفْلَحَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُزَاحِمٍ أَبِي يُوسُفَ الْعَبْدِيِّ النُّكْرِيِّ الدَّوْرَقِيِّ، أَخِي أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ روحٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا.
شَيْخُنَا هَذَا كَانَ أَسْنَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ، لِعَدَمِ مُشَارَكَةِ أحدٍ لَهُ مِنْ أَقْرَانِهِ، أَوْ ذَوِي أَسْنَانِهِ، مَعَ وَرَعِهِ، وَصَمْتِهِ، وَكَفِّ لِسَانِهِ، سَمِعَ وَهُوَ صغيرٌ مِنْ جماعةٍ، بِإِفَادَةِ أَبِيهِ، وَهُمْ: أَبُو عَاصِمٍ الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْفُضَيْلِ الْفُضَيْلِيُّ، وَأَبُو صَاعِدٍ يَعْلَى بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْفُضَيْلِيُّ، وَأَبُو منصورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَفِيفٍ الْبُوشَنْجِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِكلار، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ
1 / 383
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ -وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شُرَيْحٍ، وَابْنُ أَبِي شُرَيْحٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، وَأَبِي محمدٍ يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ- وَسَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ داوود الدَّاوُدِيَّ، وَأَبَا بكرٍ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي نصرٍ الْكوفَانِيَّ الصُّوفِيَّ، الْمَعْرُوفَ بِكَاكُو، وَأَبَا الْقَاسِمِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبَّاسٍ الْفَضْلُوِيِّيَّ، وَأَبَا عَطَاءٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَاصِمٍ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيَّ، وَأَبَا سعدٍ حَكِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الإِسْفَرَايِينِيَّ، وَالْقَاضِيَ أَبَا عامرٍ مَحْمُودَ بْنَ الْقَاسِمِ الأَزْدِيَّ، وَأَبَا مُظَفَّرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ الْبغَاوردَانِيَّ، وَأَبَا الْفَتْحِ
1 / 384
نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَنَفِيَّ، وَأَبَا عَدْنَانَ الْقَاسِمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ محمدٍ الْقُرَشِيَّ، وَأَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ [الْكَلْوَذَانِيَّ]-قَدِمَ عَلَيْهِمْ مُجْتَازًا- وَأَبَاهُ عِيسَى وَأَبَا إِسْمَاعِيلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ، وَخَدَمَهُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَلَحِقَتْهُ بَرَكَتُهُ، وَبَرَكَةُ أَبِيهِ، وَتَفَرَّسَ فِيهِ شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَيَّدَ أَنَّ أَبَاهُ سَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَغَيَّرَ [أَبُو] إِسْمَاعِيلَ وَسَمَّاهُ عَبْدَ الأَوَّلِ، وَكَنَّاهُ أَبَا الْوَقْتِ، وَقَالَ لَهُ: الصُّوفِيُّ ابْنَ وَقْتِهِ، وَبِدُعَائِهِ وَدُعَاءِ أَبِيهِ انْتَفَعَ، وَنَفَعَ اللَّهُ بِهِ خَلْقًا كَثِيرًا، وَسَافَرَ بِنَفْسِهِ فِي صِبَاهُ إِلَى أَصْبَهَانَ وَغَيْرِهَا، وَسَمِعَ أَبَا مطيعٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَطَافَ فِي الْعِرَاقِ، وَخُوزستَانَ، وَالْبَصْرَةِ، وَبَغْدَادَ، وَسَمِعَ عَلَيْهِ بِخُرَاسَانَ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى بِلادِ الْغُزِّ، بِهَرَاةَ، وَمَالِينَ، وَبُوشَنْجَ، وَفِي خروجه
1 / 385
بِكِرْمَانَ، وَيَزْدَ، وَأَصْبَهَانَ، وَالْكَرْجِ، وَبِفَارِسَ، وَهَمَذَانَ، وَبَغْدَادَ، وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحُفَّاظُ وَالْوُزَرَاءُ وَالْكُبَرَاءُ، وَانْتُقِيَ عَلَيْهِ، كَانَ عِنْدَهُ كتبٌ كبارٌ، وَأَجْزَاءٌ صغارٌ، وَحَصَلَ لَهُ مِنَ الْعِزِّ مَا لَمْ يَحْصُلْ لِغَيْرِهِ، وَلَوْلا خَشْيَةُ التَّطْوِيلِ لَذَكَرْتُ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ بلدٍ، فَإِنَّ مَنْ سَمِعَ منه لا يحصى ولا يحضر، وَأَصْحَابُهُ انْتَشَرُوا بِالْبِلادِ وَقَدِ انْقَرَضُوا، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثمانٍ وخمسين وأربعمائةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة، وَانْقَطَعَ الإِسْنَادُ بِمَوْتِهِ.
وَفِيهِ يَقُولُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ:
أَتَاكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْوَقْتِ ... بِأَحْسَنِ الأَخْبَارِ عَنْ ثَبْتِ
طَوَى إِلَيْكُمْ عِلْمَهُ نَاشِرًا ... مَرَاحِلَ الأَبْرَقِ وَالْخَبْتِ
أَلْحَقَ بِالأَطْفَالِ أَطْفَالَكُمْ ... وَقَدْ رَمَى الْحَاسِدَ بِالْكَبْتِ
فَمِنَّةُ الشَّيْخِ فِيمَا قَدْ رَوَى ... كَمِنَّةِ الْغَيْثِ عَلَى النَّبْتِ
بَارَكَ فِيهِ اللَّهُ مِنْ حاملٍ ... خُلاصَةَ الْفِقْهِ إِلَى الْمُفْتِي
انْتَهِزُوا الْفُرْصَةَ يَا سَادَتِي ... وَحَصِّلُوا الإِسْنَادَ فِي الْوَقْتِ
فَإِنَّ مَنْ فَوَّتَ مَا عِنْدَهُ ... يَصِيرُ ذَا الْحَسْرَةِ والمقت
1 / 386
شيخٌ آخَرُ [الثَّانِي]
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَنَّا، أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي غالبٍ ابن أَبِي عَلِيٍّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي سَنَةِ تسعٍ وأربعين وخمسمائة، وَأَنَا حاضرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو نصرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ الزَّيْنَبِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ، وَمَرَّةً أُخْرَى فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبعٍ وسبعين وأربعمائةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خلفٍ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زنبورٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال:
1 / 387
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «جَنَّتَانِ مِنْ ذهبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فضةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ﷿ إِلا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عدنٍ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ، مِنْ جَامِعِهِ.
وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ، فِي النُّعُوتِ، من سنته.
وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهِ الْقَزْوِينِيُّ، فِي السُّنَّةِ مِنْ سُنَنِهِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ بُنْدَارٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي بكرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ -وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.
شَيْخُنَا هَذَا مِنْ سِنِّ الرِّوَايَةِ وَالتَّحْدِيثِ، وَالأَخْذِ وَالأَدَاءِ بِالْحَدِيثِ، سَمِعَ جَمَاعَةً: أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، وَأَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيَّ، وَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ أَبِي طَاهِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
1 / 388
الْمُخَلِّصِ، وَأَبَا الْحُسَيْنِ عَاصِمَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَاصِمٍ الْكَرْخِيَّ، وَأَبَا الْفَوَارِسِ طِرَادَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيَّ، وَأَبَا الْفَضْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيٍّ الدَّقَّاقَ وَغَيْرَهُمْ، مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ، [سَنَةَ] سبعٍ وَسِتِّينَ وأربعمائةٍ، وتوفي في ذي الحجة، سنة خمسين وخمسمائةٍ.
1 / 389
شيخٌ آخَرُ [الثَّالِثُ]
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْحَرْبِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ مُحَمَّدُ بْنُ [الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ] الْعَطَّارُ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتُوَيْهِ الْفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي مَنْزِلِهِ بِبَيْتِ الزَّعْفَرَانِ، فِي رجبٍ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وأربعين وثلاثمائة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نِعْمَتَانِ مغبونٌ فِيهِمَا كثيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» .
حديثٌ جليلٌ صحيحٌ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هند
1 / 390
الْمَدِينِيِّ، مِنْ مُحَدِّثِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَفُضَلائِهِمْ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، تَرْجُمَانِ الْقُرْآنِ.
رَوَاهُ عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيَّانِ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَغَيْرُهُمْ.
أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجُعْفِيُّ الْبُخَارِيُّ، فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي السَّكَنِ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فرقدٍ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ الْبَلْخِيِّ، وَهُوَ مِنْ أَسْنَدِ شُيُوخِهِ الْخُرَاسَانِيِّينَ، وَلَمْ يُحَدِّثْ مِنَ الأَئِمَّةِ سِوَاهُ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَ عَنْ رجلٍ عَنْهُ: مسلمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْقَزْوِينِيُّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ، مُنْتَصَفَ شَعْبَانَ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِهِ فِي الأَحَادِيثِ الثُّلاثِيَّاتِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ التَّابِعِينَ، وَهَذِهِ منزلةٌ رفيعةٌ، وهمةٌ عاليةٌ فِي تَحْصِيلِ عُلُومِ الشَّرِيعَةِ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، فِي الزُّهْدِ، مِنْ جَامِعِهِ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبِي الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيِّ، نَزِيلِ بَغْدَادَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، الَّذِي سُقْنَاهُ مِنْ حَدِيثِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا فِي رِوَايَتِهِ.
1 / 391
وَفِي الْحَدِيثِ تنبيهٌ ودليلٌ بِالإِخْبَارِ الصَّحِيحِ عَلَى مَحَلِّ هَذَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا، وَجَلالَةِ خطرِهِمَا، إِذْ لا يَتَوَصَّلُ إِلَى رِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَسَعَادَةِ الآخِرَةِ إِلا بِهِمَا، لَكِنْ إِذَا صَرَفَا فِي الطَّاعَةِ، فَالْمَغْبُونُ مِنْ غُبِنَ صِحَّةَ جِسْمِهِ، وَفَرَاغَ قَلْبِهِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ يُغْبَنُ فِيهِمَا بِاغْتِرَارِهِمْ بِدَوَامِهَا، وَيَغْفُلُونَ عَنِ اغْتِنَامِهَا، وَلا تُسْتَطَاعُ مصلحةٌ مِنْ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا بِهِمَا، فَقَدْ أَبْلَغَ ﷺ لأُمَّتِهِ فِي النَّصِيحَةِ، وَأَوْجَزَ فِي اللَّفْظِ بِلُغَتِهِ الْفَصِيحَةِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ كفايةٌ لِمَنْ كَانَ لَهُ قلبٌ وفقهٌ، وَهِمَّتُهُ شريفةٌ، وَنِيَّتُهُ صادقةٌ صحيحةٌ.
هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَأَبَا الْخَطَّابِ نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ الْبَطِرِ الْقَارِئَ، وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّارَ، وَأَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عُلْوَانَ بْنِ قيس الشيباني، وغيرهم، مولده سنة سبعين وأربعمائة بِالْحَرْبِيَّةِ، غَرْبِيِّ مَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثنتين وخمسين وخمسمائة.
1 / 392
شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعُ]
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بن عبد الصمد ابن الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ الشَّرِيفُ، أَبُو عَلِيٍّ الْفَاضِلُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي شَهْرِ رجبٍ، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، ثَانِي عَشَرَ، شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ تسعٌ وتسعين وأربعمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ محمدٍ الأَنْبَارِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي أَحْمَدَ الْبُنْدَارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَنْقُلُ مَعْهُمُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ، فَقَالَ له العباس عمه: يا ابن أَخِي: لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبِكَ دُونَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عُرْيَانًا.
أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فِي الصَّلاةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ مَطَرِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيِّ، وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ أَصْحَابِ
1 / 393
الْكُتُبِ السِّتَّةِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا سِوَاهُ، فَلَمْ يَقَعْ مُشَافَهَتُهُ بِاللِّقَاءِ، وَلا حَدَّثَ واحدٌ مِنْهُمْ عَنْهُ بواسطةٍ. وَأَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، فِي الطَّهَارَةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي خَيْثَمَةَ النَّسَائِيِّ الْحَافِظِ، كِلَيْهِمَا عَنْ روحٍ بِهِ، فَوَقَعَ بَدَلا.
هَذَا شيخٌ مِنْ بَيْتِ الشَّرَفِ، لَهُ حَظٌّ وافرٌ مِنَ الأَدَبِ، ونظمٌ فائقٌ مَعَ سَلْكِهِ بِمَنْثُورِ فَرَائِدِ الأدَبِ، وعبارةٌ تَعُمُّ لِمَا كَانَ مُنْسَدِلا عَلَى الْعُلُوِّ مِنَ الْحَجْبِ، سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْعَلافِ، وَأَبَا غالبٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيَّ، وَأَبَا الْقَاسِمِ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيَّ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وسبعين وأربعمائة، بِجِرَايَةِ ابْنِ جَرَادَةَ مِنْ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ حَادِي عَشَرَ، مِنْ جُمَادَى الأُولَى سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة، بِمَدِينَةِ السَّلامِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
1 / 394
شيخٌ آخَرُ [الْخَامِسُ]
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جعفرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ الْهَمَذَانِيُّ الْوَاعِظُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسمع، في شوال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ [بْنِ] مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ مصعبٍ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَيُمْنَعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَبِّرَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَشْرًا، فَذَلِكَ فِي خَمْسِ صلوات خمسون ومائةٍ باللسان، وألفٍ وخمسمائةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا آوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَسَبَّحَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ فِي اللِّسَانِ، وألفٌ فِي الْمِيزَانِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي يومٍ وليلةٍ ألفين وخمسمائة سيئةٍ» .
1 / 395
أَخْرَجَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ، فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ جُمُعَةٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ إياسٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّجْزِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِخَيَّاطِ السُّنَّةِ، نَزِيلِ دِمَشْقَ - وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ سِوَاهُ- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، عَنِ الْمُبَارَكِ كَمَا سُقْنَاهُ، فَيَكُونُ شَيْخُ شَيْخِي كَأَنَّهُ سَمِعَهُ من النسائي، وتوفي النسائي سنة ثلاثٍ وثلاثمائةٍ.
سَمِعَ شَيْخُنَا هَذَا بِبَلَدِهِ: فَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعْرَانِيَّ، وَأَبا بَكْرٍ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْفَرَجِ ابْنَ أُخْتِ الطَّوِيلِ، وَأَبَا بكرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ التُّوَيِّيَّ، وَبِمَرْوَ أَبَا بكرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّمْعَانِيَّ، وَأَبَا عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيَّ، وَبِسَرَخْسَ أَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ السَّعِيدِيَّ، وَأَبَا مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ
1 / 396
الْحَارِثِيَّ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ، وَأَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ الْكَاتِبَ، وَآخَرِينَ ببلدانٍ شَتَّى، وَجَمَعَ أَرْبَعِينَ، وَأَكْثَرُ شُيُوخِهِ فِيهَا أَكْثَرُهَا نَقَلَهَا مِنْ أَمَالِي السَّمْعَانِيِّ، مَوْلِدُهُ فِي سَنَةَ ست وسبعين وأربعمائة بِهَمَذَانَ، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةَ خمسٍ وَخَمْسِينَ وخمسمائة بِهَمَذَانَ، ﵀ عَلَيْهِ.
1 / 397
شيخٌ آخَرُ [السَّادِسُ]
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرَّبِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الْعُقَيْلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وخمسمائة، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو القاسم عبيد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بحرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَرْبَهَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ.
وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنِي بكرٍ، عَنْ أَبِي رافعٍ نفيعٍ الصَّايِغِ، قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَرَأَ: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَجَدْتُ بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ ﷺ، فَلا أَزَالُ أَسْجُدُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.
1 / 398