مشارق أنوار العقول

Noor al-Din al-Salmi d. 1332 AH
190

مشارق أنوار العقول

مشارق أنوار العقول

اصناف

( بيان): أن من بعض قيوده الاهتمام بمصالح الغير والاتصال به والله عز وجل يتعالى عن ذلك التعريف المذكور خاص بولاية العباد بعضهم لبعض أما ولاية الله لعباده فهي توفيقه إياهم لطاعته وإعانتهم عليها ونصرته لهم على أعدائهم الذين من جملتهم أنفسهم وشياطينهم. وأصل الولاية الموافقة في الدين فكل من وافقك في الدين فهو وليك، سواء علمت بموافقته أو جهلتها أو برئت منه بالظاهر لحدث عرفته منه، وهو قد تاب ورجع عنه فالملائكة عليهم السلام أولياؤنا، لأنهم موافقونا في أصل الامتثال وكذلك أهل الطاعة من الأمم السالفة فإنه وإن اختلفت الأوامر بالنظر إلى اختلاف الشرائع فالدين عند الله الإسلام أي الانقياد لأحكامه مطلقا، لكن فرق بين ولايتنا وولاية الملائكة فإن الملائكة لا يصح أن يستغفر لهم، لأنه لا ذنب لهم ول لا يعصون الله ما أمرهم ويجب الاستغفار من بعضنا معشر المؤمنين لبعض وجائز في حق الأنبياء لقوله تعالى ((ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر))([1]) فطالب الغفران للأنبياء إنما يطلب غفران ذلك الذنب الذي ذكره الله، والأولى رفع منصبهم العالي عن درجة الاستغفار إلى درجة التحية، وسلام على المرسلين وإلى درجة الصلاة مع التحية المخصوصة برتبتهم ((يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما))([2]).

(وأما حكم): الولاية فهو الوجوب لمن اتصف بصفة الإيمان، ولذا قال المصنف فرض حققا أي ولاية من اتصف بالإيمان فرض واجب ثبت وجوبه بأدلة قاطعة.

صفحہ 200