مشارق أنوار العقول
مشارق أنوار العقول
اصناف
( قوله لا جسر) بفتح الجيم وكسرها هو ما يعبر عليه (اعلم) أن الأشعرية قالوا: إن الصراط جسر ممدود على متن جهنم أي ظهرها يرده الأولون والآخرون حتى الكفار، وفيه طريقان يمنى ويسرى فأهل السعادة يسلك بهم ذات اليمين، وأهل الشقاوة يسلك بهم ذات الشمال، وفيه طاقات كل طاقة تنفذ إلى طبقة من طبقات جهنم، وطوله ثلاثة آلاف سنة ألف صعود، وألف هبوط، وألف استواء، وهذا كله ممكن وليست المسألة من باب الدين فقد ذهب إلى مثل ما ذهبوا إليه بعض أصحابنا منهم الشيخ هود بن محكم القاسم البرادي([10]) والشيخ إسماعيل([11]) في القناطر وقطب الأئمة في الهيميان وجامع([12]) الشمل ومعول الاستدلال القائلين بجسريته قوله تعالى ((فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون))([13])وقوله تعالى ((فأهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولون))([14]) وأجيب بأن الصراط في الآيتين بمعنى الطريق ولا دلالة فيهما على الجسر المذكور واستدلوا على ثبوت الجسرية بالأحاديث المروية وأجيب إنها أحاديث آحادية لا توجب الأمور الإعتقادية والذي يظهر لي إبقاء الأحاديث على أصلها من غير تعرض لردها على راويها وتفويض أمره إلى الله فمن صدقها من غير قطع بفكر من خالفه فيها فقد أحسن ظنه بالراوي ولا بأس عليه إن شاء الله.
(قوله كما بعضهم تأولا) عبر بالبعض مع إن القائلين بالجسرية كثيرون نظرا إلى القائل بها من أصحابنا فإنهم قليلون وعبر بالتأويل لأنه فيه صرف الصراط عن ظاهره.
---------------------------------------------------------------------- ---------
[1] سورة الأنبياء آية رقم 47
[2] سورة المؤمنون آية رقم 102
[3] سورة الأعراف آية رقم 8
[4] سورة الأعراف آية رقم 8
[5] سورة الكهف آية رقم 105
[6] سورة الملك آية رقم 22
[7] ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كسعي الرجل ثم كرسل الرجل ثم كمشي الرجل
صفحہ 119