مشارق أنوار العقول
مشارق أنوار العقول
اصناف
وقد ورد تحديده بجهات مختلفة، ففي رواية لأحمد أن الحوض كما بين عدن وعمان، وذلك نحو شهر وفي رواية للصحيحين ما بين صنعاء والمدينة وذلك نحو شهرين، وفي رواية ما بين مكة وأيلة وذلك نحو شهر كالأولى وفي رواية لابن ماجة ما بين المدينة إلى بيت القدس، وهو كالذي قبله قد تحدث المصطفى بحديث الحوض مرات وذكر فيه تلك الألفاظ المختلفة، فكان يخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها، ولا تنافي من حيث تقدير المسافة بنحو شهر في بعض الروايات وبنحو شهرين في بعض آخر لأن الله سبحانه وتعالى تفضل عليه باتساعه شيئا فشيئا، فأخبر صلى الله عليه وسلم بالمسافة القصيرة أولا ثم أخبر بالمسافة الطويلة والاعتماد على ما يدل على أطولها مسافة كم أشار إليه النووي([7]) ا. ه كلامه.
وهذه المسألة مما يسه جهله لمن لم يبلغه تواتر الأخبار، ويجوز التصديق بخبر الواحد فيها لأنها من زيادة الفضائل لنبينا عليه الصلاة والسلام، فالتصديق بها تصديق بمزيد فضيلة له ولذا قال المصنف: والحوض حق ولم يقل والإيمان به واجب ولم يذكره مع المسائل التي يجب اعتقادها في أول الفصل.
(قوله فاترك الجدال) أي في حقيقته فإن الأخبار واردة به كما رأيت فإن أنكرتها وهي في نفس الأمر مطابقة للواقع كنت منكرا لما هو حق في نفس الأمر فالوقوف عن لم تصدق أولى من الإنكار وأسلم فإنها وإن كانت لا تقوم بها حجة عليك فلا يصح تكذيبك لراويها، وهكذا يجب في كل حديث ورد وفيه محتمل للحق أن لا يرد فإن قامت به حجة فذاك وإلا فأمر راويه إلى الله.
(قوله يرده) أي الحوض من أمة الرسول أي محمد صلى الله عليه وسلم.
صفحہ 112