مشارق انوار الیقین
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)
اصناف
ووا عجبا إذ أخرتك، وقدمت
سواك بلا جرم، وأنت زعيمها
وقال يمدح أهل البيت (عليهم السلام) (1):
فرضي ونفلي وحديثي أنتم
وكل كلي منكم وعنكم
وأنتم عند الصلاة قبلتي
إذا وقفت نحوكم أيمم
خيالكم نصب لعيني أبدا
وحبكم في خاطري مخيم
يا سادتي وقادتي أعتابكم
بجفن عيني لثراها ألثم
وقفا على حديثكم ومدحكم
جعلت عمري فاقبلوه وارحموا
منوا على (الحافظ) من فضلكم
واستنقذوه في غد وأنعموا
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) على نهج قصيدة البردة للبوصيري (2):
ما هاجني ذكر ذات البان والعلم
ولا السلام على سلمى بذي سلم
ولا صبوت لصب صاب مدمعه
على سلمى بذي سلم
ولا على طلل يوما أطلت به
مخاطبا لأهيل الحي والخيم
ولا تمسكت بالحادي وقلت له
(إن جئت سلما فسل عن جيرة العلم)
لكن تذكرت مولاي الحسين وقد
أضحى بكرب البلا كربلاء ظمي
ففاض صبري وفاض الدمع وابت
عد الرقاد واقترب السماء بالسقم
وهام إذ همت للعبرات من عدم
قلبي ولم أستطع مع ذاك منع دمي
لم أنسه وجيوش الكفر جائشة
والجيش في أمل والدين في ألم
تطوف بالطف فرسان الضلال به
والحق يسمع والأسماع في صمم
وللمنايا بفرسان المنى عجل
والموت يسعى على ساق بلا قدم
مسائلا ودموع العين سائلة
وهو العليم بعلم اللوح والقلم
ما اسم هذا الثرى يا قوم؟ فابتدروا
بقولهم يوصلون الكلم بالكلم
بكربلاء هذه تدعى؟ فقال: أجل
آجالنا بين تلك الهضب والأكم
حطوا الرحال فحال الموت حل بنا
دون البقاء وغير الله لم يدم
صفحہ 373