مشارق انوار الیقین
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)
اصناف
ما ذا أقول وقد جلت مناقبه
عن الصفات وأضحى دونه الشرف
هذا الذي جاز عن حد القياس علا
فتاهت الناس في معناه واختلفوا
غال وتال وقال عنده وقفوا
وكلهم وصفوا وصفا وما عرفوا
أو كما قيل:
هذا هو السر والمعنى الخفي ومن
لولاه ما كانت الدنيا ولا الفلك
ولا تكون هذا الكون من عدم
إلى الوجود وهذا المالك الملك
هذا الذي ظهرت آياته عجبا
للناس حتى لديه يسجد الملك
فصل
وانظر إلى العارفين بعلي (عليه السلام) كيف وصفوه في حين أعداؤه قد وصفوه بأوصاف لو وصفه اليوم بها أحد من عار فيه بين أوليائه ومحبيه لكفروه، ومحقوه، وقتلوه، فمن ذلك قول أبي عبد الله بن الحجاج:
لو شئت مسخهم في دارهم مسخوا
أو شئت قلت لها يا أرض انخسفي
وإن أسماءك الحسنى إذا تليت
على مريض شفي من سقمه وكفي
(1) ومن ذاك قول الصاحب بن عباد:
إذا أنعمت روحي فمنك نعيمها
وإن شقيت يوما فأنت رحيمها
بأسمائك الحسنى أروح مهجتي
إذا فاض من قدس الجلال نسيمها
ومن ذلك قول ابن الفارض المغربي:
ولو رسم الراقي حروف اسمها على
جبين مصاب جن أبرأه الرسم
وفوق لواء الجيش لو رقم اسمها
لأسكر من تحت اللوا ذلك الرقم
فانظر إليهم فلا لحروف الاسم يعرفون، ولا للاسم يدركون، ولا بما قال شاعرهم يشعرون، ولمن آتاه الله من فضله يحسدون، وله لذاك يمقتون ويكفرون، قاتلهم الله أنهم يؤفكون، ولم لادعى الناس ابن الحجاج بقوله وابن عباد كافرا ومغاليا إذ جعلا القدرة
صفحہ 277