مشارق انوار الیقین
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)
اصناف
وإليهم؛ إذ كل جزء يلحق بجزئه ساء أم حسن، وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وهو هذا.
فصل
وحكم المزاج مذكور في قوله: والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش (1) وهو حب فرعون وهامان إلا اللمم، وهو المزاج من الطين إن ربك واسع المغفرة لشيعتنا خاصة، لأن الكافر والمنافق لا نصيب لهما في المغفرة هو أنشأكم من الأرض (2) وهو الطين الممزوج كما بدأكم تعودون (3) وهو رجوع كل سنخ إلى سنخه ترجع الأجزاء الخبيثة من الطين السنخ، والمنكر للولاية بسيئاته إلى سنخه المخالف وترجع الأجزاء الطيبة من الطينة المؤمنة بأعمالها الحسنة إلى معدنها من الأجساد، المؤمن الطيب للطيب والخبيث للخبيث، لأن الطيب في الخبيث مجاورة عارضة ولها اختيار، فوجب عودها إلى الأصل وكذا الخبيث حكمه أنهم اتخذوا الشياطين الخبيث والطاغوت يعني فلانا وفلانا أولياء من دون الله يعني دون علي، لأن ولاية علي ولاية الله ويحسبون أنهم مهتدون (4) يعني بصلاتهم وصومهم، لأنها من غيرهم فهي لغيرهم، لأن ما ليس منهم ليس لهم. هذا آية المزاج لأن القرآن شفاء لما في الصدور وظاهره نور فوق نور.
يؤيد هذا التفسير العظيم ما رواه السدي عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا علي إن الله يحبك ويحب من يحبك، وإن الملائكة تستغفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك، وإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين محبو علي؟ فيقوم قوم من الصالحين؟ فيقال لهم: خذوا بيد من شئتم وادخلوا الجنة، وإن الرجل الواحد ينجي من النار ألف رجل، ثم ينادي المنادي:
أين البقية من محبو علي؟ فيقوم قوم مقتصدون، فيقال لهم: تمنوا على الله ما شئتم؛ فيعطى
صفحہ 245