============================================================
الكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، الاوالله يعلم وأنتم لا تعلمون}(1).
ثم رغب فيه وحث عليه، إزالة هذا الكره عن نفوس آوليائه، وناداهم بأحب أوصافهم إليه: يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك اخير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر الامن الله وفتح قريب وبشر المؤمنين}(2).
الاولما سمع تجار الآخرة هذا النداء الرباني، قاموا يزحفون إليه بلا توان، اا ا منهم من أسرع بتسليم الأثمان، ومنهم من أبطأ ضنا بها لا شكا بهذا الشأن، اى جاءهم داعي الحق يدفعهم إلى مبادرة تسليم الثمن الذي ليس هم ومن الحماقة أن يبخل المرء بما ليس له - وأخذ يذكرهم بما سبق قدما في الأزل بموجب يمانهم من عقد البيع مع ربهم، إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة ال الانجيل والقران ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به لاوذلك هو الفوز العظيم} (3).
عرفوا أن النف ليست لهم فقد باعوها، وسارعوا بتسليمها لصاحبها ليردها اليهم أحسن ما تكون وأحوج ما يكونون إليها، ومنذ ذلك الحين شمر المجاهدون عن ساق الجد والاجتهاد، وقاموا بعبودية الجهاد، فصاروا أفضل العباد، في الدنيا وفي المعاد، ويشير ابن القيم رحمه الله إلى حكمة فضلهم على غيرهم، ال قوله: لاهم جند الله الذين يقيم بهم دينه، ويدفع بهم بأس آعدائه، ويحفظ بهم ال ب يضة الإسلام، ويحمي بهم حوزة الدين، وهم الذين يقاتلون أعداء الله، ليكون الدين كله لله، وتكون كلمة الله هي العليا، قد بذلوا أنفسهم في محبة الله ونصر (1) سورة البقرة: الآية 216.
(2) سورة الصف: الآيتان 10- 712 (3) سورة التوبة: الآية 111.
صفحہ 9