288

============================================================

الا ا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر، وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله ومجاورة أبيك مع أخوالك الصالحين في الجنة، فإذا رزقك الله الشهادة اا اشفع في، فإنه قد بلغني آن الشهيد يشفع في سبعين من أهله، وسبعين من ايرانه، ثم ضمتني إلى صدرها، ورفعت رأسها إلى السماء، وقالت: إهي الا سيدي ومولاي، هذا ولدي، وريحانة قلبي، وتمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من آبيه.

اقال: فلما سمعت كلام الغلام، بكيت بكاء شديدا أسفا على حسنه، الا جمال شبابه، ورحمة لقلب والدته، وتعجبا من صبرها عنه، فقال: يا عم مم بكاؤك؟ إن كنت تبكي لصغر سني، فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا لعصاه، قلت: لم أبك لصغر سنك، ولكن أبكي لقلب والدتك، كيف تكون عك، قال: فسرنا ونزلنا تلك الليلة، فلما كان الغداة رحلنا، والغلام لا يفتر الا من ذكر الله تعالى، فتأملته، فإذا هو أفرس منا إذا ركب، وخادمنا إذا نزلنا مزلا وصار كلما سرنا يقوى عزمه، ويزداد نشاطه، ويصفو قلبه، وتظهر علامات الفرح عليه.

ااقال: فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس، فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا، وكنا صياما فغلبه االانعاس فنام نومة طويلة فبينا هو نائم إذ تبسم في نومه، فقلت لأصحابي: الاترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه؟ فلما استيقظ، قلت: حبيبي رأيتك الساعة تبتسم في منامك ضاحكا قال: رأيت ) رؤيا فأعجبتني وأضحكتني، (46اب) ل قلت: ماهي؟ قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة(1)، فبينما أنا أجول اا ها إذرأيت قصرا من فضة شرفه من الدر والجوهر، وأبوابه من الذهب، ال ستوره مرخية، وإذا جواري يرفعن الستور، وجوههن كالأقمار فلما رأينني، ال ق لن لي: مرحبا بك، فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن، فقالت: لا تعجل ما آن الك ثم سمعت بعضهن يقول لبعض: هذا زوج المرضية، فقلن لي: تقدم الا رحمك الله، فتقدمت أمامي، فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر (1) أي: عجيبة. المصباح: ص 26.

287

صفحہ 288