============================================================
الإسلام إلا العنوان - : إن الاسلام لا يجاهد إلا للدفاع، ويحسبون أنهم يسدون إلى هذا الدين جميلا بتخليه عن منهجه"(1).
الاو عرفت مما تقدم أن الجهاد بمعناه العام، ابتدائي لا غير، ومما يزيدك الا ضوحا، أن أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعد تعليمه القراءة تنص بإعلان الجهاد، وهي قوله عز وجل: *يا أيها المدثرقم انذر(2) وهي كقوله تعالى: وجاهدهم به جهادا كبيرا}(3).
وكذلك قوله تعالى: قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا لو بينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}(4).
لوما ينبغي أن ينتبه له - ولعل الإخوة الدفاعيين لا يلقون له بالا - أن الدعوة إلى كلمة "لا إله إلا الله" لا تعني مجرد الذكر باللسان، ولو كان الأمر كذلك لما امتنعت قريش من قبوها، وإنما تعني العمل بمقتضاها، والعمل ال مقتضاها يستلزم تغيير الحكم السابق بكامله، وإبطال الأنظمة التي عاشت عليها الدولة منذ أمد بعيد إذ الدعوة إلى هذه الكلمة دعوة إلى الحكم بما أنزل الله، الاوهذا عين ما فهمته قريش من دعوة رسول الله إلى هذه الكلمة، حينما أرادت أن تشبته أو تقتله، أو تخرجه من بلده.
ومعلوم لدى الجميع أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لم يسل عليها الاسيفا، ولا رفع عليها حجرا في ذلك الحين، وأما قبل هذه الدعوة فما كان يوجد شخص على وجه الأرض أحب إليها، وامن لديها منه، على الإطلاق.
الا السؤال هنا: هل هو بدأها بهذه العداوة أو هي بدأته؟ والجواب واضح، الاولكي يتضح المعنى أكثر أمثل برجل له شخصية مرموقة ومنزلة رفيعة في قومه، (1) الجهاد في سبيل الله ضمن رسائل الجهاد لأبي الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب، ص10- 101.
(2) سورة المدثر: الآية 1، 2.
(3) سورة الفرقان: الآية 52.
(4) سورة ال عمران: الآية 14.
صفحہ 25