أما الظاهرة الثانية وهي الإقبال على الكتب السيكلوجية فتعود أيضا - إلى حد كبير - إلى الفصل بين الجنسين؛ لأن هذا الفصل يحدث لهم اضطرابات نفسية. فهم في قلق غامض وكظم مرهق. ولذلك يشترون هذه الكتب اعتمادا على أنهم سيجدون الحل لقلقهم واضطرابهم. ولن يجدوه. لأن الحل الوحيد هو الاختلاط حتى تأخذ الحقائق مكان الخيالات.
ومع ذلك لا أتمالك إحساس بأن كتاب القصص عندنا قد نجحوا في شيء واحد خدموا به مجتمعنا، هو أنهم جعلوا كلمة «الحب» من الكلمات المألوفة بل الإحساسات المألوفة؛ فالشباب المصري حين يفكر في الزواج يفكر أيضا في الحب الذي يعده حقه ويعتقد أن زواجا بلا حب هو خيانة لقلبه وضميره، وقد تعلم ذلك من القصص.
هذا كسب كبير لمجتمعنا وشبابنا؛ فإن الجيل الماضي كان يخجل من ذكر الحب في شئون الزواج.
وكذلك لا أتمالك الإحساس بأن شبابنا قد تعلموا الكثير عن أنفسهم لإقبالهم على قراءة الكتب السيكلوجية، وإن كنت أحيانا أجد مؤلفات أو مترجمات سيكلوجية غاية في التفاهة والسخافة.
ولست أقول إن قلق الشباب يعود إلى الفصل بين الجنسين، ولكني أقول إن معظمه يعود إلى ذلك، أما أقله فيعود إلى المكانة الاجتماعية التي ينشدها الشباب بالعمل والكسب حين لا يجد الوسيلة إليها، وكثيرا ما يحصل الشباب على شهادته الجامعية ثم يبقى مع ذلك عامين أو ثلاثة أعوام وهو لا يجد العمل والارتزاق بها، فيحس بذلك بأنه مزعزع ليست له كرامة اجتماعية.
ولكن عندما تكثر عندنا المصانع والمتاجر سيقل التعطل وتفتح أبواب الرزق.
الفصل الثالث والأربعون
أخطر أعمالك
في حياتك التي قد تبلغ الثمانين أو التسعين من السنين سوف تصادف أعمالا خطيرة تتحمل تبعاتها وتتعب في إتمامها، ولكن أخطر هذه الأعمال جميعها هو الزواج؛ ولذلك يجب ان تختار بعناية كبيرة، بل بأكبر ما تستطيع من عناية.
ذلك أنك ستعاشر زوجتك طيلة عمرك، فتسعد بحكمتها أو تتعس برعونتها، ثم هي سوف تكون أم أولادك، وعلى قدر ما فيها من مميزات وراثية سيمتاز أبناؤك، وعلى قدر ما فيها من نقائص وراثية لا تعالج سيكون النقص في أبنائك.
نامعلوم صفحہ