ولقد استشار القواد - واحدا بعد الآخر - فحذروه سوء العاقبة، ولكنه أصر على إنفاذ خطته الخاطئة التي أوردته موارد الحتف، وكانت خير مثل يلقاه الباغي المعتدي. (8-2) الفضل بن الربيع
وعلم أن الخلافة - إن أفضت إلى المأمون يوما وهو حي - لم يبق عليه وكان في ظفره عطبة.
المؤرخون
وهكذا لم يترك الفضل بن الربيع وسيلة من وسائل الإغراء إلا سلكها حتى أقنع الأمين بوجوب الإغارة على ما في يد أخيه من ملك وعزله والدعاء لابنه بدله، كما يقولون.
فقد فكر الفضل بن الربيع - بعد مقدمه من العراق على محمد - أن ينكث بالعهود التي أخذها عليه الرشيد لابنه المأمون.
قالوا: وعلم أن الخلافة إن أفضت إلى المأمون يوما - وهو حي - لم يبق عليه وكان في ظفره به عطبة.
فسعى في إغراء محمد به وحثه على خلعه وصرف ولاية العهد به من بعده إلى ابنه موسى، ولم يكن ذلك من رأي محمد ولا عزمه، بل كان عزمه الوفاء لأخويه عبد الله والقاسم .
قالوا: فلم يزل الفضل يصغر - في عينيه - شأن المأمون ويزين له خلعه. •••
وهكذا بدأ الأمين أخويه بالغدر.
فعزل أخاه القاسم عما وليه من الأعمال وأقدمه إلى بغداد وكتب إلى عماله بالدعاء لابنه موسى. فعلم المأمون أن أخاه يدبر في خلعه، فقطع البريد عنه.
نامعلوم صفحہ