ولكن المطامع والأحقاد التي شبت في جوانح أفراد هذه الأسرة - في عهد الوليد وبعده - عرفت كيف تنهك هذه الدولة وتقودها إلى الدمار، ثم تسلمها لقمة سائغة - بعد قليل من الزمن - إلى العباسيين المتطلعين إلى الملك.
ولقد تنبأ العباس «ابن عم الوليد» بهذه العاقبة، ودل على أصالة رأيه وبعد نظره، إذ عنف أخاه يزيد أشد تعنيف، وحذره من إثارة الفتن حين رآه متطلعا إلى الخلافة راغبا في الانقضاض على الوليد، وأغلظ له القول، ثم تمثل قائلا:
إني أعيذكم بالله من فتن
مثل الجبال، تسامي، ثم تندفع
إن البرية قد ملت سياستكم
فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا
لا تلحمن ذئاب الناس أنفسكم
إن الذئاب ما ألحمت رتعوا
لا تبقرن بأيديكم بطونكم
فثم لا حسرة تغني ولا جزع!
نامعلوم صفحہ