العراق
وأما العراق فإنه «١» فى الطول من حد تكريت إلى حدّ «٢» عبادان على بحر فارس، وفى العرض عند بغداد من قادسية الكوفة إلى حلوان، وعرضه بواسط- من واسط إلى قريب الطّيب، وعرضه بالبصرة- من البصرة إلى حدود جبّى، والذي يطوف بحدوده من تكريت مما يلى المشرق حتى يجوز بحدود شهروز، ثم يطوف على حدود حلوان وحدود السيروان والصيمرة وحدود الطيب وحدود السوس، حتى ينتهى إلى حدود جبّى، ثم إلى البحر، فيكون فى هذا الحد من تكريت إلى البحر تقويس، ويرجع إلى حدّ المغرب من وراء البصرة فى البادية على سواد البصرة وبطائحها إلى واسط، ثم على سواد الكوفة وبطائحها إلى الكوفة، ثم على ظهر الفرات إلى الأنبار ثم من الأنبار إلى حدّ «٣» تكريت بين دجلة والفرات، وفى هذا الحدّ من البحر إلى تكريت تقويس أيضا، فهذا المحيط بحدود العراق.
وأما المسافات فإنّه من تكريت إلى البحر مما يلى المشرق مقوّس نحو شهر، ومن البحر راجعا فى حدّ المغرب إلى تكريت مقوّس نحو شهر، ومن بغداد إلى سامرّا ٣ مراحل، ومن سامرّا إلى تكريت مرحلتان «٤»، ومن بغداد إلى الكوفة ٤ مراحل، ومن الكوفة إلى القادسية مرحلة، ومن بغداد إلى واسط ٨ مراحل، ومن بغداد إلى حلوان ٦ مراحل، ومن بغداد إلى حدود الصيمرة والسيروان نحو ذلك، ومن واسط إلى البصرة ٨ مراحل، ومن الكوفة إلى واسط على طريق البطائح ٦ مراحل، ومن البصرة إلى البحر مرحلتان، وعرض العراق ببغداد من حلوان إلى القادسية ١١ مرحلة، وعرضه عند سامرّا من «٥» الدجلة إلى حدّ شهرزور وأذربيجان نحو ٥ مراحل، والعامر منه أقل من مرحلة، وعرضه بواسط نحو ٤ مراحل وعرضه بالبصرة- من البصرة إلى حدود جبّى نحو مرحلة «٦» .
وأما مدنها فالبصرة مدينة عظيمة لم تكن فى أيام العجم، وإنما اختطها المسلمون أيّام عمر بن الخطاب، ومصّرها عتبة بن غزوان، وهي خطط وقبائل كلها، ويحيط بغربيّها البادية مقوّسا، وليس فيها مياه إلا أنهار،
النص / 56