وهو جبل به جواهر الزجاج. وأما الموصل فهى مدينة على غربى دجلة، صحيحة التربة والهواء، ليس لهم سوى ماء دجلة للشفة «١»، وليس لهم من دجلة زرع ولا شجر إلا الشيء اليسير فى عدوة دجلة من شرقيّها، وزروعهم مباخس، وفواكههم تحمل من سائر النواحى، وهى مدينة عامّة أبنيتها بالجص والحجارة، كبيرة غنّاء؛ وبلد مدينة صغيرة على غربى دجلة، و(ليس) بها ماء جار سوى دجلة وشجر وزروع ومباخس كثيرة؛ وأمّا سنجار فإنّها مدينة فى وسط بريّة ديار ربيعة، بقرب جبل ينسب إلى سنجار، وبها نخيل، وليس بالجزيرة بلد به نخل سوى سنجار، إلا أن يكون على الفرات وبهيت والأنبار وتل أعفر؛ وأمّا دارا فهى مدينة صغيرة نزهة، تشتمل على مياه جارية وأشجار وزروع ولها مباخس، وهى فى سفح جبل؛ وكفرتوثا فى مستوى من الأرض، وهى مدينة أكبر من دارا، ذات نهر وشجر وزروع، ولها مباخس كثيرة، وراس عين «٢» مدينة على مستوى، وأرضها الغالب عليها القطن، ويخرج منها زيادة على ثلاثمائة عين، كلها صافية تحكى ما تحتها على قامات، فتجتمع مياهها حتى يصير منها نهر الخابور، الذي يقع إلى قرقيسيا، ومسافة «٣» هذا النهر نحو عشرين فرسخا قرى ومزارع، وراس عين مدينة أكبر من كفرتوثا، ولهم زروع وأشجار مستقلة عن البنيان، على سنن هذه المياه، وهى خصبة كثيرة المباخس؛ وأما آمد فهى على دجلة من شرقيّها، وسورها فى غاية الحصانة، وهى كثيرة الشجر «٤» والزروع؛ وأما جزيرة ابن عمر فهى مدينة صغيرة على غربىّ دجلة، لها أشجار ومياه؛ وشمشاط هى ثغر الجزيرة، لأنها فى غربىّ دجلة وشرقى الفرات؛ وأما ملطية وما ذكرناه من ثغور «٥» الشام، فإنما «٦» نسبناها إلى الجزيرة، لأن أهلها يرابطون بها لقربها منهم، وإلا فثغر الجزيرة على الحقيقة شمشاط؛ والحديثة على شط دجلة من شرقيّه، وهى مدينة نزهة جدا، ذات بساتين وأشجار وزروع ولها مباخس، والسنّ على شرقىّ دجلة، وهى مدينة صغيرة بقربها جبل بارمّا على مرحلة، وجبل بارمّا هو جبل تشقه دجلة فتجرى فى وسطه، وفى الماء منه عيون القير والنفط، وجبل بارمّا يمتد إلى وسط الجزيرة مما يلى المغرب، ويقال إنه مما يلى المشرق، يمتد إلى حدّ كرمان وهو جبل ماسبذان، وأما ديار مضر فإن الرّقّة أكبر ما فيها من المدن، والرقّة والرافقة مدينتان متلاصقتان، وفى كل واحدة منهما مسجد جامع، وهما على شرقىّ الفرات كثيرتا الأشجار والمياه فى مستوى الأرض خصيبتان «٧»، وفى غربى الفرات
النص / 53