والمشنا هي ابتداء اللغة الحديثة. وأما الجمارا فتقرب كثيرا من الكلدانية في القرن السادس، وتختلف لغة المشنا عن لغة التوراة في الأمور الآتية: (1)
وجود كلمات آرامية، ووضع صيغة الجمع بالآرامية بالنون. (2)
وجود نحو 300 كلمة دخيلة من اليونانية واللاتينية. (3)
كثرة استعمال أفعال المطاوعة واسم الفاعل. (4)
استعمال الضمائر الوصولية في حالة الإضافة في الملكية. (5)
زيادة عدد الحروف والظروف، وتحديد استعمالها. (6)
استعمال كلمات من التوراة في غير معناها الأصلي، واشتقاق أفعال منها. (7)
استعمال بعض ألفاظ مخالفة لقواعد اللغة حسب الظاهر.
وكان الإسرائيليون القاطنون في فلسطين وبابل يومئذ يحافظون على نسخ التوراة العبرية مع الدقة والحرص حتى على كل نقطة كتبت فيها لازمة كانت أو غير لازمة. وقد اعتمد عليها المترجمون كلهم في الترجمة والمقابلة مثل إيرونيموس في ترجمته اللاتينية عن السبعينية وأورجانوس في جمعه الهكسابلا؛ أي مجموع خمس ترجمات مع الأصل العبري في كتاب واحد نحو القرن الثاني.
وكان متن التوراة إلى الجيل الأول مؤلفا من حروف فقط بدون حركات وفواصل بين الآيات والفصول. وقبل انتهاء كتابة التلمود بقليل شرع العلماء اليهود في وضع الحركات لزيادة الضبط، وأقدم نظام للحركات كان البابلي والآشوري، ولكنه لم يستعمل إلا قليلا، وبطل مع تمادي الأيام، وأبدل به النظام الطبراوي، وهو المستعمل إلى يومنا هذا مع بعض إضافات، مع الدقة والكمال، وهو يحتوي على 18 حركة منها ما تدل حتى على نصف حركة وربع حركة، وهو أتم من نظام حركات بقية اللغات السامية. وقد أخذ السريان عنهم نظام حركاتهم، ووضعوا أيضا حركات لحنية منها 19 فاصلة و8 واصلة تستعمل في التوراة، و22 فاصلة وواصلة خاصة بأسفار أيوب والأمثال والمزامير، وفي أواخر ذلك الجيل؛ أي السادس، قرر الباحثون بعد التدقيق والانتقاد قراءة الكتاب المقدس العبري الحاضرة، وهي المعروفة بالماسورة، وإليها ينسب وضع الحواشي الموجودة في الكتاب.
نامعلوم صفحہ