مسئلہ شرقیہ اور پیرس کانفرنس
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
اصناف
وكان القيصر الروسي نيكولاس قد أعلن أنه لن يهاجم الترك إلا إذا هاجموا قواته، ولكن قوة بحرية روسية كبيرة قابلت قوة بحرية تركية صغيرة عند سبنوب ودمرتها؛ فأثارت هذه الكارثة عاصفة من السخط في إنجلترا ضد روسيا. ففي إنجلترا أطلق على تلك الموقعة
Massacre of Sinope ، ورأى ستراتفورد ضرورة دخول الأساطيل الإنجليزية والفرنسية البحر الأسود لوضع حد لاعتداءات وحركات الأسطول الروسي، واستقال بالمرستون من الوزارة، واضطرت إنجلترا إلى أن تعلن للقيصر الروسي بأنه إذا عبرت جيوشه الدانوب فستدخل إنجلترا الحرب ضد روسيا، وأرسلت الحكومة الإنجليزية تعليمات واضحة إلى أسطولها في المياه التركية بحصار الأسطول الروسي، ورأى نابليون الثالث أن لا مناص من تطهير البحر الأسود من السفن الروسية الحربية، وأن فرنسا مستعدة للقيام بهذه المهمة وحدها. فخشيت الحكومة الإنجليزية أن تنفصل عن فرنسا، وخشيت سيطرة فرنسا على البحر، وحين صممت الحكومة البريطانية على اتخاذ خطة حاسمة في 24 ديسمبر 1853 عاد بالمرستون إلى الوزارة، وقررت إنجلترا وفرنسا دخول الحرب ضد روسيا وأعلنتاها في مارس سنة 1854.
وفي 10 أبريل عقدت حكومتا إنجلترا وفرنسا حلفا رسميا ضد روسيا، وبذا أصبح نابليون الثالث حليفا لملكة إنجلترا، ولو أن الدولتين أعلنتا الحرب على روسيا، إلا أنهما كانتا في حيرة من حيث مهاجمة روسيا، فكل ما يجب عمله في ظنهما كان إرسال حملة حربية للدفاع عن القسطنطينية، ولكن هل هذا كان كافيا؟!
ولكن الجيوش الروسية لم تهاجم تركيا حربيا، فأولا لم يستطع القيصر إلا تكوين جيش مكون من 350 ألف جندي بدلا من 800 ألف جندي الذين كان يجاهر باستطاعته جمعهم. كذلك لم يستطع الروس تهديد القسطنطينية، بل لم يستطيعوا حماية مركزهم في الولايتين الدانوبيتين؛ لأنهم كانوا في شك من نيات النمسا، فما كان الروس يستطيعون التقدم في البلقان أمام تحركات الجيوش النمسوية، وكانت النمسا من ناحيتها في أول الأمر غير مطمئنة إلى مركز روسيا في الولايتين الدانوبيتين، ولكن لما أعلن الحلفاء الحرب على روسيا، لم يجد النمساويون مبررا للقيام بأي عمل ضد روسيا فلقد اطمأنوا إلى جانبها لعلمهم أن الجيوش الروسية لن تستطيع مهاجمة الحدود النمسوية.
وعلى ذلك كانت بروسيا مستعدة للموافقة على عقد تحالف مع النمسا، على شرط ألا تدخل النمسا في حلف مع دولة غير جرمانية، وأراد بول أن يضع في ذلك الحلف شرطا، تؤيد فيه بروسيا النمسا في الولايتين الدانوبيتين إذا رفضت روسيا الانسحاب منهما، ولكن بروسيا أصرت على أن تقف النمسا موقف الحياد التام، وبذا عقدت المحالفة بين فينا وبرلين في 20 أبريل، وكان هذا انتصارا واضحا للسياسة النمسوية، التي استطاعت بلا شك الاستفادة من النزاع الناشب بين روسيا من ناحية وغرب أوروبا من ناحية أخرى.
ولقد حاولت روسيا من ناحيتها ضم النمسا إلى جانبها بإثارة موضوع خطر الثورة على النظام الملكي، ولكنها لم تنجح في هذه المحاولة، وطلب النمساويون في 3 يونيو من روسيا إخلاء ولايتي الدانوب، فكانت هذه خطوة حاسمة من جانب النمسا.
ورأت الحكومة الروسية أنه لا سبيل لها في حرب في البلقان مع الجيوش النمسوية في الوقت الذي تهددها فيه أساطيل حلفاء البحر الأسود، وأمام نصح بروسيا لروسيا بالانسحاب من ولايتي الدانوب، وافق القيصر إذا وعدت النمسا بمنع الحلفاء من احتلالهما. خشيت روسيا من انضمام بروسيا إلى جانب النمسا، وفي الواقع أن الروس كانوا مضطرين إلى ترك الولايتين تحت ضغط الجيش التركي قبل كل شيء.
وفي ظل الحرب طلبت النمسا من الحلفاء معرفة أهدافهم من الحرب، حتى تستطيع إذا دخلت معهم ألا تخدم المبادئ الثورية، ووجد هذا الكلام أذنا صاغية من وزير الخارجية الفرنسية المحافظ درون دي لوي
Drouyn de Lhuys ، ولكن بريطانيا لم ترد التقيد بشيء، ورفضت تحديد أهدافها من الحرب؛ إذ كان كل ما يهم الوزارة الإنجليزية هو كسب الحرب وإرغام أنف روسيا، ولكن هذا لم يرجع الوزير الفرنسي عن رأيه في التفاوض مع النمسويين والوصول إلى اتفاق معهم، ونتيجة لذلك وضعت النقط الأربع بين الطرفين الفرنسي والنمسوي خلف ظهر بريطانيا، وهذه النقط الأربع هي التي سيرت دبلوماسية حرب القرم.
وقالت هذه النقط إنه لا يمكن إنشاء علاقات طبيعية بين تركيا وروسيا إلا على الأسس الآتية: (1)
نامعلوم صفحہ