مسئلہ شرقیہ اور پیرس کانفرنس
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
اصناف
بطلب إرسال الأسطول إلى المياه التركية، ولم يستفد منشكوف كثيرا من غياب ستراتفورد دي ردكلف السفير الإنجليزي الذي سرعان ما عاد ليستأنف نشاطه المعتاد ضد روسيا.
وأرسل وزير الخارجية الفرنسية الأسطول الفرنسي إلى سلاميس استعدادا للطوارئ، بالرغم من أن إنجلترا لم توافق على هذه الخطوة من جانب فرنسا.
كان ستراتفورد رجلا قويا، ولكنه لم يكن محبا للحرب، وكان من رأيه تأييد الأتراك ضد السياسة الروسية التي ترمي إلى تدمير الدولة العثمانية، ولكن الوزارة الإنجليزية لم تكن لتلقي اهتماما كبيرا لسياسة روسيا في الأراضي المقدسة لا بتأييدها ولا بمعارضتها.
وعلى أية حال لم يهدأ نشاط منشكوف، وأخذ في تقديم مطالبه الواحد تلو الآخر، وكان من بين مطالبه تعيين البطاركة الأربع الأرثوذكس في الدولة مدى الحياة، وهو يرمي من وراء ذلك ألا يكون للسلطان سلطة في إبعادهم أو عزلهم، لاسيما وأنه كان لهؤلاء البطاركة نفوذ سياسي كبير إلى جانب نفوذهم الديني.
لم يستطع الأتراك قبول مطالب منشكوف، وخاصة بعد عودة ستراتفورد، «وكانت هذه ثالث مرة يعود فيها إلى القسطنطينية سفيرا»؛ فقد رأى فيها السفير الإنجليزي عملا من جانب روسيا يرمي إلى تقسيم الدولة وانهيارها. لكنه كان يرى محاولة إقناع روسيا بالعدول عن مثل هذه المطالب، وإلا فمثل هذه المحاولات قد تؤدي إلى تكتيل الدول ضد روسيا.
ولقد أجل منشكوف إرسال إنذاره للسلطان حتى تتم استعدادات روسيا على نهر بروث، على الحدود الروسية التركية، فلما تمت، قدم إنذاره للسلطان بطلب «ضمانات» وجدتها الحكومة الإنجليزية حتى أبردين نفسه «غير معقولة»، ووجد فيها ستراتفورد خطرا كبيرا على استقلال الدولة العثمانية نفسها.
وعاد منشكوف يصر على إغلاق الدردنيل أمام سفن فرنسا وإنجلترا، ويهدد بالانسحاب إذا لم تجب مطالبه، وبقي إلى يوم 13 مايو، طالب فيها في مقابلته للسلطان بعزل رئيس الوزارة ووزير الخارجية، وخضع السلطان وعزل الاثنين، محمد علي باشا ورفعت باشا، وإن كان قد بقي نفوذهما، وتحت ضغط منشكوف كذلك عين السلطان رشيد باشا وزيرا للخارجية.
كان منشكوف يرى في رشيد خادمه المطيع، ولكن رشيدا لم يكن سياسيا هينا، كما كان يظن المبعوث الروسي، ولم يكن أداة طيعة في يد روسيا، فطلب من منشكوف التريث بضعة أيام حتى يتاح له النظر في المقترحات الروسية، ولكنه عاد إلى المندوب الروسي بمقترحات جديدة تفقد المطالب الروسية أهميتها، فرفضها منشكوف، وأعلن أنه سيغادر القسطنطينية مباشرة، ولكنه انتظر مؤملا في استطاعة رشيد إقناع «مجلس الدولة العثماني» بقبول مطالب روسيا.
ولكن ستراتفورد من ناحيته حاول إفساد هذه الخطة على منشكوف بأن دعا إلى عقد اجتماع من ممثلي النمسا وفرنسا وبروسيا للنظر في الأزمة التركية الروسية، وحاول فعلا ممثلو هذه الدول التوسط، ولكن منشكوف رأى أن تجاب مطالبه كاملة، وهدد بالانسحاب إذا لم تجب هذه المطالب ، ولكنه كالعادة لم يف بوعده، فلقد خشي تدخل أوروبا. فهم منشكوف تماما أن ستراتفورد يريد أن يجعل من الأزمة الروسية التركية أزمة دولية، فنصح ستراتفورد الأتراك برفض مطالب روسيا واستصلاح منشكوف!
ولم يكن أمام المبعوث الروسي منشكوف غير ترك الآستانة في 21 مايو بعد أن رفض الأتراك مطالبه، فلقد وجدوا في هذه المطالب تعارضا مع استقلال تركيا، وخطرا على مستقبلها، وتناقضا مع معاهدة المضايق في سنة 1841. •••
نامعلوم صفحہ