واتفق طوائف المسلمين: علماؤهم، وملوكهم، عامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم، على أنهم كانوا خارجين عن شريعة الإسلام، وأن قتالهم كان جائزًا: بل نصّوا على نسبهم كان باطلًا (١) . وأن جدهم كان عبيد الله بن ميمون القدّاح (٢)، لم يكن من آل بيت رسول الله ﷺ.
_________
= (٦) هذه العبارة التي نقلها شيخ الإسلام، ذكرها أبو حامد في الباب الرابع من الفضائح، في نقل مذهبهم جملة وتفصيلًا ص ٣٧ فقال: (أما الجملة فهو أنه مذهب ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض، ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول الإمام المعصوم، وعزل العقول أن تكون مدركة للحق لما يعتريها من الشبهات. هذا مبدأ دعوتهم ثم إنهم بالآخرة يظهرون ما يناقض الشرع وكأنه غاية مقصودهم، لأن سبيل دعوتهم ليس بمتعين في فن واحد، بل يخاطبون كل فريق بما يوافق رأيه، بعد أن يظهروا منهم بالانقياد لهم والموالاة لإمامهم. فيوافقون اليهود والنصارى والمجوس على جملة معتقداتهم ويقرونهم عليها فهذه جملة المذهب. وأما تفصيله. . .) إلخ.
(١) في الظاهرية: على أن نسبهم كان، وفي المطبوعة: على أن نسبهم كان.. لأنهم ينتسبون إلى ولد فاطمة ابنة رسول الله ﷺ من ولد علي بن أبي طالب ﵁ وعن صحابة الرسول أجمعين.
(٢) هذا الرجل ليس هو عبد الله بن ميمون بن داود القداح - مولى بني الحارث بن مخذوم المكي من رجال الترمذي ﵀، وهو متوفي ١٨٠ هـ وهو منكر الحديث متروك، وترجمته في النبلاء ٩/٣٢٠، والكامل ٤/١٨٧-١٩٠، وتهذيب الكمال ص ٧٤٧ والمجروحين لابن حبان ٢/٢١ أقول هذا لتخليط البعض بينه وبين عبيد الله هذا الذي ذكره الشيخ، ربما بسبب اشتراكهما في الاسم الثلاثي، لكن تغايرهما واضح في النسب وسنة الوفاة. وعبيد الله هذا هو ابن ميمون بن ديصان القداح المولود سنة ٢٥٩ هـ والهالك سنة ٣٢٢ هـ وهو من أهواز العراق من مدينة سليمة كان أبوه يهوديًا فمات فتزوجت أمه أحد العلويين الذي رباه، ثم لما كبرا وعى العلوية وهو الذي أسس الدولة العبيدية بالمغرب سنة ٢٩٧ هـ. انظر التبصير في الدين ص ١٤١، والفرق بين الفرق ص ٢٨٢-٢٨٩ والقرامطة لابن الجوزي ص ٧١ - ٧٢ وقال شيخ الإسلام في المنهاج ٤/٩٩-١٠٠ (وقد ادعى قبله - أي قبل ابن تومرت (ت ٥٢٠) - أنه المهدي عبيد الله بن ميمون القداح، ولكن لم يوافق في الاسم ولا اسم الأب، وهذا ادعى أنه ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر - أي جعفر الصادق -، وأن ميمونًا هذا هو محمد بن إسماعيل وأهل المعرفة بالنسب وغيرهم من علماء المسلمين يعلمون أنه كذب في دعوى نسبه، وأن أباه كان يهوديًا، ربيب مجوس، فله نسبتان: نسبة إلى اليهود، ونسبة إلى المجوس، وهو وأهل بيته كانوا ملاحدة، وهو أئمة الإسماعيلية، الذين قال فيهم العلماء: إن ظاهر =
1 / 108