وإن ثبت القول فالمعنى فيه: إن الله تعالى قدر الأرواح في عمله قبل!
اختراع الأجساد، واخترع الأجساد، ثم اخترع لها الأرواح، فالخلق للأرواح قبل الأجساد خلق تقدير في العلم (1) كما قدمناه، وليس بخلق لذواتها كما وصفناه.
والخلق لها بالأحداث (2) والاختراع (3) بعد خلق الأجساد (4) والصور التي تدبرها الأرواح، ولولا أن ذلك كذلك لكانت الأرواح () تقوم بأنفسها ولا تحتاج إلى آلات تحملها، ولكنا نعرف ما سلف لنا من الأحوال قبل!
خلق (6) الأجساد كما نعلم أحوالنا بعد خلق الأجساد، وهذا محال لا خفاء بفساده.
الأرواح جنود مجندة وأما الحديث بأن " الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف " (7) فالمعنى فيه: أن الأرواح التي هي الجواهر البسائط تتناصر (8) بالجنس وتتخاذل (9) بالعوارض، فما تعارف منها باتفاق الرأي
صفحہ 53