============================================================
المسائا المشكلة تدخل عليه، كما دخلت على ثلاثة، للاستغناء عن ذلك في (الواحد)؛ لأني إذا قلت: رجل وامرأة، دللت على المذكر والمؤنث، فاستغنيت عن إثبات العلامة بذلك في (الواحد)، ولم أستغن عنه في غيره من أسماء العدد. و(واحد) هذا لا يعمل عمل الفعل، ولا يرفع شيئا، كما أن (الكاهل) و(الغارب) كذلك، إلا علي قياس من قال: مررت برجل حسن صفته، وبخشبة ذراع طولها.
23 قال سيبويه في أول الكتاب: وكذلك إذا ألحقت التأنيث في المخاطبة(1)، يعني: تفعلين، وقال هذا في الياء في مواضع أخر من الكتاب (2) إنه اسم.
والدليل على أها اسم، أها لا تخلو من أن تكون علامة محرورة من الضمير، أو ضميرا. فلو كانت علامة ولم تكن ضميرا، للزم أن تثيت في فعل الاثنين، كما ثبتت التاء في: قامتا، فلما حذفت، ولم تتثبت علمنا أها ضمير ليست بعلامة.
فإن قلت: ما تنكر أن تكون علامة، وإنما حذفت في التثنية، وأن ثبتت التاء في قامتا، لما كان يدخل من الاستثقال في مثل: يضريان، ولو لم تحذف لتوالي الحركات، وانكسار ما قبل الياع وكان ذلك يستثقل، فحذف لذلك، لا لأنه علامة ضمير؟
قيل: إن هذه الحركات وتواليها لو كان اسما لم يكن يستثقل، لأها غير لازمة، بل التقدير فيها الانفصال، وما كان كذلك لم يستثقل ما ذكرت فيه، إنما يستتقل ذلك في الكلمة الواحدة. الا تراهم قالوا: لكثبك فاعلم، ونحو هذا، فجمعوا بين هذه الحركات، لما كانت غير لازمة، وتقول: يشكيان، فجمع بين المتحركات، إذ تقديرك فيها الانفصال، وكذلك لو كان هذا ضميرا لم يستثقل هذا الجمع يين الحركات فيه.
وأيضا فلو كانت علامة حذفها للاستثقال، لا لكوفا ضميرا، لكان جديرا أن يردها الشعراء في اضطرار الشعر، كما يردون الأشياء الي تخفف وتغير للاستثقال إلى أصولها، فإن لم يرد هذه يقوي ما ذكرناه من آنه ضمير.
(1) انظر: الكتاب 5/1.
(2) انظر: الكتاب 276/2، 277.
صفحہ 235