============================================================
المسائا المشكلة هذا الاسم على بناء الآحاد، والمراد به الكثرة، فلو كسر -كما صغر - لكان في ذلك احراؤه محرى الآحاد، وإزالته عما وضع له من الدلالة على الكثرة؛ إذ كان يكون في ذلك مساواته له من جهة البناء والتكسير والتحقير، والحديث عنه كالحديث عن الآحاد نحو ما أنشده أبو الحسن: هم جامل لا يهدأ الليل سامرة(1) وهذا كل جهاته أو عامته، فيجب إذا صغر أن لا يكسر فيكون بترك تكسيره مفصلا مما يراد به الآحاد دون الكثرة، ومتميزا به منها، على أن (ركيبا) في البيت يجوز أن يكون محقرا على حذف الزيادة، كباب: أزهر، وزهير فإن قال قائل: أليس (أشياء) عندك من باب: ركب، وتحر، وجامل، وقد حدثكم أبو بكر عن أبي العباس قال: حدثنا علماؤنا عن الأصمعي قال: وقف أعرابي على خلف الأحمر(2)، فقال: إن عندك لأشاوي، فكسر (أشياء ) على رأشاوى)، فما أنكرت أن يجوز جمع نحو: طير وبابه؟
قيل له: هذا أشبه، لأنه مكسر على بناء يكون للكثير، و (أطيا للقليل، إلا أنه أيضا عندي رديء، لخروجه بذلك إلى حيز الآحاد، وما لا يعيي به الكثرة، وهذه حكاية نادرة، لا يجب القياس عليها، ولا إجراء نظائرها من أجلها مجراها.
فإن قال: أليس (ضأن) عندك من هذا الباب، لأنه جمع (ضائن)، كما أن (طيرا) جمع (طائر، فقد قال: ضأن، وضئين، كما قالوا: عبد وعبيد، وكلب و كليب، فما أنكرت آن يجوز تكسير: طير وركب وبابه، كما جاز تكسير: ضأن، اذ هو مثله؟
قيل له: ليس قولهم: ضئين، عندنا جمع (ضأن)، إنما هو جمع (ضائن)، ونظير ما حكاه سيبويه من قوهم: عازب، وعزيب، وغاز، وغزي، وآنشد: سريت هم حتى تكل غزيهم (2 (1) البيت للحطيئة.
(2) هو آبو محرز خلف بن حيان المعروف بخلف الأحمر: (3) البيت لامري القيس
صفحہ 188