============================================================
المسائا. المشكلة يلزم لزومه، وأن التقدير باتصاله الانفصال، ألا ترى: أنك تظهر مثل: جعل لك، وقعد داود، ونحوه من المنفصل. ولو كان متصلا لم يجز إلا الإدغام، فكما لم يستثقل احتماع الأمثال لما كان التقدير ها الانفصال في هذه الأشياء كذلك لا يستثقل في (لمن ما) احتماع الأمثال.
وأيضا فإذا لم يدغم قوله: ((قوم موسى) [الأعراف: 148]، من أدغم مثل: جعل لك، لكراهية تحريك الساكن في المنفصل، فأن يكره الحذف أولى، لأن التغير بنقل حركة ثابتة في الحرف أسهل من حذف حرف بكثير؛ ألا ترى: إلى كثرة ما ينقلون من الحركات لدى الإدغام في المتصل، وقلة حذف الحرف للادغام في المتصل، فإذا امتنعوا من الكثير الذى يؤنس به في المتصل، كان أن امتنعوا من القليل الذي لم يأنسوا به في المنفصل أولى، وهذا بين والآخر: أن الحذف في هذا قياسا على (بخ) لا يجوز، لما أعلمتكه من قلته، وإنا لا نعلم له مثلا، فلا مساغ للحمل على هذا الضيق القليل، مع ما ذكرته لك من الفصل بين المتصل والمنفصل، على أن (بخ) ليس لنا أن نقول: إيه حذف لاجتماع المثلين، دون أن بحعله محذوفا على حد ما جاء عليه غيره من ذاوت الثلاثة المحذوفة، لأنهاه كرحر) و(دد)، ونحو ذلك.
فقول الفراء في هذا فاسد في المعى من حيث أريتك، وفي اللفظ لما ذكرته من امتناع حذف (من) قبل الإدغام وبعد الإدغام.
وقول المازني أيضا ليس بالجيد، لأن الحروف يخفف مضاعفها كران)، و(أن)، و(رب، ونحو ذلك، ولا تثقل إلا أنه أقرب إلى الصواب، لأن الدخل فيه من جهة اللفظ دون المعنى فأما ما حكوه من كون (لما) بمعنى (إلا) فمقبول، ويحتمل أن تكون الآي الثلاث عليه كما أعلمتك، وتكون (إن) النافية.
وقد رأينا في ذلك قولا لم أعلم أحدا تقدمنا فيه، وهو: أن تكون (لما) هذه في قول من شدد في هذه الآي (لم) النافية، دخلت عليها (ما)، فهيائها للدخول على ما كان يمنع الدخول عليه قبل لحاق (ما) لها، ونظير ذلك: لاقل إئما أنذركم بالوخى [الأنبياء: 45]، وقوله:
صفحہ 151