============================================================
المسانا المشكلة يخن الزارغون[الواقعة: 63، 64] .
وأما قوله: (فما أصبرهم على النار (البقرة: 175]، فيحتمل عندي وجهين: أحدهما: أن يكون على وحه التعحب، وفي التنزيل: (قتل الإئسان ما أكفرة [عبس: 17]، وفيه أسمع هم وأبصر [مرعم: 38]، و(صب) فعل متعد (فما أصبرهم) مثل: (أصبر هم). والمعى فيه: أن هؤلاء لطول مكنهم فيها، فهم ممن استحق أن يقال فيهم كذلك كما أن ويل له، يقال لصاحب الهلكة والبلاع، فإذا جاء في التتزيل كان معناه: أن هؤلاء ممن استحق أن يقال فيهم حوعند ذكرهم- ذلك.
ويحتمل أن يكون استفهاما، فيكون تقديره: ما حبسهم على النار؟ إن كان يقال: أصبرثه، بمعنى: صبرته. فإن لم تقل هذا فعلى وحه آخر، وهو أن يكون كنزلة قولك: ما أحبسك هاهنا؟ أي: ما الذي جعلك ذا حبس هنا، والمعنى على هذا يكون على التوبيخ، كما تقول للص: ما حملك على أن قطعت نفسك، وهو لم يقطع نفسه، إنما فعل ما استحق عليه القطع، فالتوبيخ إنما وقع على فعله الذي استحق عليه القطع، وعلى ما أوجب لهم في النار الحبس: وأصل هذا الباب في اللغة: الحبس، فمن ذلك قوهم: الصبر في المصيبة، إنما هو حبس النفس عن إظهار ما يصل إليها من الألم والمضض واستشعاره. ونهي عن صبر الروح، وقرأت على أبي بكر عن أبي العباس: قلت له أصبرها دائبا أمثال بسطام بن قيس قليل(1) وأما قوله: وما أثزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) [البقرة: 102]؛ فمن ذهب إلى أن إنزال السحر على الملكين، كان (ما) عنده منزلة (الذي)، وموضعه نصب للعطف على (السحر)، والفعل الناصب قوله تعالى: يعلمون الناس السخر ومن ذهب إلى أن (السحر) لم ينزل على الملكين، كانت (ما) عنده نفيا، أي: ولم ينزل السحر على الملكين (1) لم أعثر على قائل هذا البيت. وقد ورد في المقتضب 184/4، برواية: (قلت له أصبرها دائنا) وهو غير منسوب فيه.
صفحہ 136