============================================================
المسائا المشكلة السحاب هذه المسحورة، إما من صيف وإما من خريف، أي: فهي على كل أحوالها لا تعدم السقي إما صيفا وإما خريفا، وذلك في صفة هذه (العين) أرخى لبال هذا (الوعل)، وفاعل (يعدم) على هذا (العين).
ويحتمل أن يكون المعنى: سقت الرواعد من السحاب هذه العين أو هذا الوعل، وإن سقت العين أو الوعل من الخريف فلن تعدم العين السقي أو الوعل الري، ودفع بعضهم هذا وقال: لا معنى له. وليس كذلك؛ لأنه غير متنع إلا أن التأويل الأول أسهل في المعنى، وأدخل فيما يعترضه الشاعر، وإن اعترضه في لفظه حذف (إما) الأولى، وحذف الثانية، ولا يمتنع عند الضرورة حذف الأولى، لأن الثانية تدل عليها، ويدل على أنه غير ممتنع وأنه جائز قول الفرزدق: تهاض بدار قد تقادم عهذها واما بأموات الم خيائها(1) والفاء في هذا التأويل جواب الجزاء وفي التأويل الأول عاطفة جملة على جملة، وكلا التأويلين يحتملهما البيت، إلا أن بيت الآخر يتوجه على ما ذكره، وكأنه لذلك عؤل عليه في باب الحكاية عند التسمية ها.
فهذا في (إما). هذه، وهي كلمة ثستعمل على ضربين: أحدهما أن يكون لأحد الشيئين كرأو) في أنه لأحد الشيئين، وقد استقصيتها.
والآخر: أن يكون (إن) الجزاء يضم إليها (ما) في نحو: افإما ترين من البشر أحذا فقولي [مرم: 26]، وقد ذكرناها أيضا فيما تقدم.
وأما (أما) فكلمة استعملت أيضا على ضربين: أحدهما: أن يكون (أن) الناصبة للفعل يضم إليها (ما)، فتكون عوضا من الفعل، نخو: أما أنت منطلقا انطلقت معك، وقد استقصيناها فيما مضى من هذه الفصول.
والآخر: أن يكون فيها معى الجزاء، قال سيبويه: أما (أما) ففيها معى الجزاء، كأنه يقول: عبد الله مهما يكن من أمره فمنطلق ، ألا ترى: أن الفاء لازمة لها أبدا، فمعن الجزاء لازم له كما قال؟
والدليل على أن فيه معنى الفعل انتصاب الظرف به في نحو قولهم: أما يوم (1) البيت للفرزدق. انظر: ديوانه 71/2.
صفحہ 125