============================================================
12 المسائا المشكلة وقال سيبويه في جري الصفات على الموصوفين: ومنه مررت برجل راكع أو ساجد، فإنما هي: إما، واما، إلا أن (إما) تحاء ها ليعلم أنه يريد أحد الأمرين، وإذا قال: أو ساجد، فقد يجوز أن يقتصر عليه، وقد تقدم في أول الفصل ما ئيين هذا الكلام.
و(إما) هذه لا تكون إلا مكررة نحو: ضربت إما زيدا وإما عمرا، ولا تكون مفردة.
قال أبو العباس: لو قلت: ضربت إما زيدا، وسكت لم يجز، لأن المعنى هذا أو هذا، قال: وزعم سيبويه أن (إما) هذه إنما هي (إن) ضمت إليها (ما) لهذا المعني وقد جاءت في الشعر معادلة لاأو نحو: ضربت إما زيدا أو عمرا، وكان هذا للمناسبة بينها وبين (أو) في أنها لأحد الأمرين، كما أنها له، إن خالفتها في بناء الكلام معها على الشك، وحواز كونه مع (أو أن يكون على اليقين، ثم لحق الشك بعد فإذا تقدمت (إما) وتبعتها (أو)، علم أن المعني لررإما) دوها لتقدمها.
فأما قوله: يا ذا القرنين إما أن تعذب واما أن تتخذ فيهم حسنال [الكهف: 86) فينبغي أن يكون موضعه رفعا، وارتفاعه على الابتداع أي: إما العذاب شأنك، أو أمرك، أو اتحاذ الحسن.
ومثل ما قلنا في هذا، أجازه سيبويه في البيت الذي أنشده وهو: لقد كذبتك نفسك.....
قال: ولو قلت: فإن حزغ وإن إجمال صبر، كان جائزا، كأنك قلت: فإما أمري جزغ، وإما إجمال صبر، لأنك لو صححتها فقلت: إما، جاز ذلك فيها، وقال أيضا، وإما، يجري ما بعدها هاهنا على الابتداء، وعلى الكلام الأول.
ويجوز عندي آن يكون موضعه نصبا على: ائت إما العذاب وإما غيره.
فهذا (ما) في هذه الكلمة من تصرفها. فأما ذاها؛ فإن سيبويه والخليل يذهبان في ذلك إلى أها (إن) لزمتها (ما)، قال سيبويه: وأما قول الشاعر: لقد كذبتك تفسك فاكذبنها فإن جزعا وإن إجمال صبر فهذا على (إما) وليس على (إن) الجزاء وليس كقولك: .......ان حقا وإن كذبا (1) البيت من شواهد سيبويه، ولم ينسبه وتمامه: فاكذبها فان جزعا وإن إجمال صبر
صفحہ 120