- ص 5 -
على الخلفاء العباسيين في بلاد شتى وقتلوا جميعا ( 1 ) .
قال المسعودي : وكان المنصور ( 136 الى 158 ه ) قبض على عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وكثير من اهل بيته وذلك في سنة اربع واربعين ومائة في منصرفه من الحج فحملوا من المدينة الى الربذة من جادة العراق وكان ممن
حمل مع عبد الله بن الحسن ، ابراهيم بن الحسن بن الحسن ، وابو بكر بن الحسن بن الحسن ، وعلي الحبر ، واخوه العباس ، وعبد الله بن الحسن بن الحسن ، والحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ، ومعهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
بن عفان اخو عبد الله بن الحسن بن الحسن لامه فاطمة ابنة الحسين بن علي ، وجدتهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله .
فجرد المنصور بالربذة محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فضربه الف سوط ، وساله عن ابني اخيه محمد وابراهيم فانكر ان يعرف مكانهما ، فسألت جدته العثماني في ذلك الوقت وارتحل المنصور عن الربذة وهو في قبة ، واوهن القوم بالجهد
فحملوا على المحامل المكشفة ، فمر بهم المنصور في قبته على الحمارة ، فصاح به عبد الله بن الحسن يا ابا جعفر ما هكذا فعلنا بكم يوم بدر ، فصيرهم الى الكوفة ، وحبسوا في سرداب تحت الارض لا يفرقون بين ضياء النهار وسواد الليل ،
وخلى منهم سليمان وعبد الله ابني داود بن الحسن بن الحسن وموسى بن عبد الله بن الحسن ، والحسن بن جعفر ، وحبس الاخرين ممن ذكرنا حتى ماتوا وذلك على شاطئ الفرات من قنطرة الكوفة ، ومواضعهم بالكوفة تزار في هذا الوقت وهو
سنة اثنتين وثلاثين وثلائمائة ، وكان قد هدم عليهم الموضع ، وكانوا يتوضؤن في مواضعهم فاشتدت عليهم الرائحة ، فاحتال بعض مواليهم حتن ادخل عليهم شيئا من الغالية ، فكانوا يدفعون بشمها تلك الروائح المنتنة ، وكان الورم في اقدامهم ، فلا يزال يرتفع حتى يبلغ الفؤاد فيموت صاحبه .
-----
( 1 ) راجع ترجمة مقالات الاسلاميين ، ص 48 . ( * ) - ص 6 -
صفحہ 5