قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: المقيت في لغة العرب برفعة الميم القادر على الشيء، المقيت بفتح الميم فهو البغيض، قال قيس بن الأسلت الأنصاري يذكر الاقتدار على الشيء ومعناه، قال في ذلك:
وذي ضعن كففت النفس عنه ... وكنت على اساءته مقيتا
يعني قديرا.
86- وسألت عن قوله عز وجل: { وكان الله على كل شيء وكيلا } .
فقلت: إن قال لنا قائل: كيف يجوز أن يكون الله عز وجل وكيلا، ويقول العبد الله وكيلي، وكيف الجواب في هذا المعنى؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: قد بلغني أن القرامطة الكفار عليهم لعنة الله يحتجون بهذه الآية على جهال الناس، ويغالطون الغباة وأهل الغفلة، ويقولون: كيف يجوز أن يكون الله وكيلا، وإنما له الوكالة، يريدون بذلك الإلحاد، وإن كون وقدر خالقان، وذلك من جهل من يلقون من الناس بالدين وبلغة العرب التي خاطب الله بها عز وجل رسوله صلى الله عليه، وخاطب رسول الله صلى الله عليه القوم أهل اللسان العربي، الذي بعث صلوات الله عليه به.
فالجواب لهم عليهم لعنة الله أن يقال لهم: إن اللغة العربية واسعة، جهلتها القرامطة وغيرهم، ولذلك موهوا على الخلق الذين لا يعقلون، ومن ذلك أن العرب تسمي اسما كثيرة بأضدادها من الكلام، من ذلك أنك تقول: مولاي فلان الذي اعتقته، وفلان مولاي الذي اعتقني، فجاز الاسم لهما جميعا وهما ضدان، وتسمي العرب المكري الذي يكري الإبل كريا، وتسمي المكتري الذي اكترى من الجمال أيضا كريا. قال الشاعر:
كرية لا يطعم الكريا ... ومثلها لا يصحب المطيا
صفحہ 50