74- وسألت عن قوله عز وجل: { فمنهم شقي وسعيد } . وقلت: ما معنى ذلك؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: قوله: { فمنهم شقي وسعيد } . يقول: منهم ناج بعلمه سعيد في الجنة، ومنهم شقي بعلمه هالك في النار. وقال عز وجل: { ذلك بما قدمت أيديكم وإن الله ليس بظلام للعبيد } . فكيف تكون يداه قدمتا له، وإنما هو أمر قسر عليه زعمت المجبرة، وبطل قوله عندهم { وما ربك بظلام للعبيد } . نعوذ بالله لنا ولك من الجهل في دينه، والمعاندة لكتابه أنه منان كريم.
75- وسألت عن قوله تعالى: { ولا ينفعكم نصحي أن أردت أن أنصح
لكم إن كان الله يريد أن يغويكم } .
76- كأنهم يرون أن القول على الله عز وجل يريد أن يمنعكم من الإيمان، ومما أمرني أن أدعوكم إليه من الحق وليس وجه الآية كما ظنت المجبرة، إنما عنى نوح صلوات الله عليه إن كان الله يريد عذابكم فلن ينفعكم نصحي، والعذب فهو الغي.
ألا ترى أن اله سبحانه يقول: { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } . يقول: فسوف يلقون عذابا، وقول إبليس اللعين { فيما أغويتني } . يقول: فيما جعلتني وحكمت علي أني من المعذبين، فالغي عقوبة كما ذكرنا، والغي على وجهين: عقوبة عاجلة، وعقوبة آجلة.
العاجلة ما أصاب إبليس من اللعنة وآخراجه مما كان فيه من الكرامة.
والآجل قول الله عز وجل: { فسوق يلقون غيا } . يقول: فسوف يلقون عذابا.
صفحہ 46