وروى أيضا في الاعتصام بإسناد بلغ به إلى أبى الزبير عن جابر الأنصاري قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل علي بن أبى طالب عليه السلام فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أتاكم أخي). ثم التفت إلى الكعبة، فقال: (ورب هذه البنية إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة). ثم أقبل علينا بوجهه فقال: (أما والله إنه أولكم إيمانا بالله وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضا كم بحكم الله، وأقسمكم بالسوية، وأعدلكم في البرية وأعظمكم عند الله مزية). قال جابر: فأنزل الله: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية))[البينة: 7]. فكان علي إذا أقبل قال أصحاب محمد : قد أتاكم خير البرية من بعد رسول الله، ثم ذكر فيه أحاديث جمة من طرق كثيرة عن عدة من الصحابة شاهدة بأن هذه الآية نزلت فيه عليه السلام.
وفيه أيضا عن إبراهيم بن أبي شيبة الأنصاري قال:جلست إلى الأصبغ بن نباته فقال: ألا أقرئكم ما أملاه علي بن أبى طالب، فأخرج إلي صحيفة فيها مكتوب:
"هذا ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته وأمته بتقوى الله ولزوم طاعته، وأوصى أمته بلزوم أهل بيته، وأن أهل بيته يأخذون بحجزة نبيهم، وأن شيعتهم يأخذون بحجزهم يوم القيامة، وأنهم لن يدخلوكم باب ضلالة، ولن يخرجوكم من باب هدى" اه.
صفحہ 39