مصابیح ساطعہ انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
اصناف
((يوم يقوم الروح والملائكة صفا)) وقيامهم فهو وقفهم فهم بين يدي ربهم، وانتظارهم لأمر خالقهم و((صفا)) فهو صفوفا و((الروح)) فهو جبريل صلى الله عليه و((الملائكة)) القيام صفا في ذلك اليوم فهم الشهود والكتبة والحفظة على الآدميين ما كان من أفعالهم في دنياهم، وهم الذين قال الله سبحانه: ((عن اليمين وعن الشمال قعيد (17) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) [ق:17-18] ومن الملائكة الوقوف ملائكة موكلون بإيصال المثابين إلى الثواب الكريم، إيصال المعاقبين إلى عذاب الجحيم، وكذلك سائر الملائكة كل منهم واقف ينتظر أمر ربه معظما لما يرى من فعله.
((لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن)) يقول: لا ينطقون من هيبته ولا يتكلمون من إجلاله وتوقيره سبحانه وتقديسه ((إلا من أذن له الرحمن)) منهم والإذن هاهنا: هو الأمر من الله له بالكلام بما يأمرهم من توقيف العباد على أفعالهم ومحاسبتهم على أعمالهم ((وقال صوابا (38))) معناها قال: حقا من توقيف الحفظة للآدميين على ما كان من فعلهم، وتعريفهم ما تقدم من خطاياهم التي أحصوها عليهم في دنياهم فوقفوا من ذلك على الصواب، والصواب هاهنا: فهو الحق في جميع الأسباب من قول كان أو عمل.
ثم قال سبحانه: ((ذلك اليوم الحق)) يريد: أي ذلك يوم حق، معنى يوم حق: أي أنه يوم آت حق كفلق الصبح لا خلف في إتيانه ولا بطلان لما ذكر منه فإتيانه حق، وكينونته حق، وكل ما يفعل فيه فحق لا ظلم فيه ولا حيف.
صفحہ 348