لولا محبتكم فينا وحجتكم .... لكاد يزهد في الإسلام من رغبا وقد علم السامعون أن الرافض لمذاهبهم، والتابع لسواهم، والمستفتي لغيرهم، المقتبس علمه من أضداد هم متخلف غير راكب معهم في سفينتهم، وهم سفينة النجاة، فعلمنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم بين للأمة بذلك أن إتباع أهل بيته في القول والعمل والاعتقاد هو طريق النجاة، وأن مخالفتهم هي سبب الهلاك، وإلا لما مثلهم بسفينة نوح، وقد علمنا أن أمة نوح عليه السلام هلكت كلها إلا من ركب في السفينة علمنا أن كل الأمة يهلكون إلا من اتبع أهل بيت نبيئه عليهم السلام وإلا لبطل التمثيل النبوي المأخوذ عن الملك العلي، وأن الملتزم لطريقة غيرهم من الفقهاء الذين خالفوا طرائقهم لا ينجون مع الناجين، كما أن أمة نوح لم ينج منها من التجأ إلى غير السفينة، ولما حكم صلى الله عليه وآله وسلم بغرق المتخلف عنهم أو بهلاكه على حسب الرواية ثبت كونه عاصيا لربه ضالا عن مناهج دينه إذ لم يقبل من مرشده إرشاده ولا فقه مراده، ومما ورد فيهم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم). فكما أن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فكذا حال العترة يهتدى بهم في ظلم الشبه والحيرة.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في تفضيلهم والدلالة على إتباعهم وما فضلهم الله به على غيرهم: (النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون، وإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون).
صفحہ 33