مصابیح ساطعہ انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
اصناف
وتأويل ((كفروا)) فهو لم يشكروا، لأن من لم يشكر الله تبارك اسمه بترك عصيانه فكافر وإن كان مقرا ومعتقدا لمعرفة الله وايقانه كإبليس الذي ذكر الله سبحانه معرفته به، وذكر كفره لما ارتكب من الكبائر بربة، وكذلك كل من ارتكب كبائر تسخط من أحسن إليه فقد كفره، ومن أتى ما يرضاه وتولى أولياءه، وعادى أعداءه فقد شكره، ولما جمع أهل الكتاب والمشركين من كبائر عصيان رب العالمين دعوا جميعا كفرة، وإن كانت قلوبهم كلهم وألسنتهم بالله مقرة فقال: ((لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين)) تأويل ذلك: أنهم لم يكونوا مقصرين، ولا تاركين لما هم عليه وعاصين لله فيه ((حتى تأتيهم البينة)) المنيرة الظاهرة فقال: ((رسول من الله يتلو صحفا مطهرة)) ويتلو: يقرأ ويتبع بعد القراءة مااقترأ.
الصحف: ما صحف ليقرأ، والمطهرة: ما جعل منها بركة وتطهرة، وبينات منيرة مسفرة، وكل مطهر فمبارك، وكل مبارك فمطهر له، وفيه بالله البركة والتطهرة، وكذلك يقال في الرسول عليه الصلاة والسلام إذا ذكر بما جعل الله من البركة فيه رسول الله الطيب الطاهر، وهو قول الكثير عند ذكره الطاهر عندما يذكره بذلك صلى الله عليه وآله وسلم من الصادقين كل ذاكر، وإنما يراد بذلك المبارك المزكى، وليس يراد بذلك طهارته بالماء إذا توضأ.
صفحہ 204