إن أولاد ملوك الطير خطبوك وأنا أخشى أن أزوجك لمن لا يعرف مقدارك فلا تستريحي معه وقد خطبك ابن صاحبتي القديمة فلانة البومة وهي تحت أمرك وطوع يدك ومعك كما تحبين، مع أنه ليس في الطير من ينصره علينا ولا يقوم معه إذا أراد أن يظلمنا فإن الطيور جميعها تكرهه فما ترين؟ قالت يا أماه إن الله تعالى يقول: الرجال قوامون على النساء وقال وللرجال عليهن درجة ولقد حفظت شيئًا وغابت عنك أشياء ماذا صنعك بزوج ليس له همة ذليل بين الأصحاب هذا يخطفه وهذا ينتفه وهذا ينقره وإذا لم يكن للزوج حرمة عند زوجته وفي بيته وبين أقرانه فأي حرمة تكون لزوجته عنده فضلًا عن جيرانها وأصحابها، ومقدار المرأة إنما يعرف من مقدار زوجها وكيف يكون حالي إذا تزوجت بزوج مقل ذليل ورجل مفلس حقير بين أخوتي وصويحباتي وأمثالي سيما وأنا من أبرعهم في الجمال ومن أحسنهم في القد والاعتدال وإذا كان الأمر هكذا فأنا لا أرغب في هذا الأمر.
وإنما أوردت لك هذا المثل لتعلم أنه لو لم يحصل لي إدراك حرمة بارتفاع منزلتي على أقراني واعتبار شأني من بين إخواني فلا الصديق يرجوني ولا العدو يخافني ويتعدى الوهن مني إلى وهن مخدومي. فقال له الزكي: أبشر بالرتبة العلية والدرجة السنية والكلمة المسموعة والأمر المطاع ولكن أعطيك جميع ما اشترطت علي وأوصيتني به وإلا أكن كما قال الله تعالى: (لم تقولون ما لا تفعلون) وإياك
1 / 93