نعم! الإضلال والطبع والزيغ الذي ذكره الله تعالى هنا فإنه وإن
حصل بسبب من الإنسان فليس معنى ذلك أن الله تعالى أدخلهم بسبب معاصيهم في الضلال والزيغ، فهم داخلون في ذلك، بل المعنى أن الله تعالى حجب عنهم ألطافه، ومنعهم من توفيقه، ووكلهم إلى أنفسهم، وعند ذلك تسيطر عليهم الأهواء، وتستولي عليهم شياطين الإنس والجن.
[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
يجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لقوله تعالى }ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون{ [آل عمران/104].
وإنما يجب ذلك: بشرط القدرة والتمكن على ذلك لقوله تعالى }لا يكلف الله نفسا إلا وسعها{ [البقرة/286]، وبشرط المعرفة بأن ما يأمر به واجب، وما ينهى عنه محرم، وذلك لأن من لم يكن كذلك قد يأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف، وبشرط ألا يؤدي الأمر والنهي إلى زيادة المنكر؛ لأنه حينئذ يكون كالإغراء بالقبيح، وذلك لا يجوز.
ويجب أن تكون الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: باللين والرفق، وحسن القول لقوله تعالى }ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن{ [الإسراء/125].
صفحہ 42