إن ما تقرأ في هذه الصفحات لهو حقيقة أليمة نطقت بها الروح المتألمة في ليلة من ليالي الأرق، وألبسها القلم رداء شفافا من أرديته الحمر. في كل شطر من أشطارها نقاط من الدم ما تزال ندية، وفي كل مقطع من مقاطعها مشهد من مشاهد الألم ما يبرح نصب العين. ليس عهد «المريض الصامت» ببعيد، فتراب القبر لما يجف بعد على جسده الطاهر، وتذكاره الموجع ما فتئ يرود في مخيلة عارفيه.
إلياس أبو شبكة
أيتها الفتاة
إن الروح التي تلامسين خلال هذه السطور إنما هي صورة مكبرة لروحك الحساسة. والخيال الصادق الذي تستشفين إنما هو رمز ناطق لخيالك السامي الشريف. فتقبلي هذه القطعة الدامية تذكارا لحبنا المدمى، فأنت أحق بها من سواك؛ لأنك أوحيتها بلفظة ملؤها الشعور، خرجت من بين شفتيك في ساعة من ساعات حب جريح. أسأل الله أن يختم عليه بلطفه ورحمته، إنه أرحم الراحمين.
الملك الصامت
شاعر القلب ضاق عنه البيان
والقوافي واللفظ والأوزان
صامت يرسل التنهد شعرا
كلما هز قلبه خفقان
تقرأ الوحي في عذوبة عيني
نامعلوم صفحہ