297

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

ایڈیٹر

محمد أمين الصناوي

ناشر

دار الكتب العلمية - بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولى - 1417 هـ

اصناف

تفسیر

قرأ حمزة والكسائي هنا وفي هود والصف ويونس «ساحر» بالألف أي ما هذا الرجل وهو عيسى إلا ساحر ظاهر.

وقرأ ابن عامر وعاصم في يونس فقط بالألف. والباقون «سحر» بكسر السين وسكون الحاء أي ما هذا الذي جاء به عيسى من الخوارق أو ما هذا أي عيسى إلا سحر مبين وهذا على سبيل المبالغة أو على حذف مضاف.

روي أن عيسى عليه السلام لما أظهر هذه المعجزات العجيبة قصد اليهود قتله فخلصه الله تعالى منهم حيث رفعه إلى السماء

وإذ أوحيت إلى الحواريين أي الأنصار أي ألهمت القصارين وهم اثنا عشر رجلا في قلوبهم وأمرتهم في الإنجيل على لسانك أن آمنوا بي وبرسولي.

والمعنى أي آمنوا بوحدانيتي في الألوهية وبرسالة رسولي عيسى قالوا آمنا بوحدانيته تعالى وبرسالة رسوله واشهد أنت يا عيسى بأننا مسلمون (111) أي مخلصون في إيماننا إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك.

قرأ الجمهور بالياء على الغيبة أي هل يفعل ربك. والمقصود من هذا السؤال تقرير أن ذلك المطلوب في غاية الظهور كمن يأخذ بيد ضعيف ويقول: هل يقدر السلطان على إشباع هذا؟

ويكون غرضه منه أن ذلك أمر جلي لا يجوز لعاقل أن يشك فيه، فكذا هاهنا.

وقرأ الكسائي «تستطيع» بتاء الخطاب لعيسى و «ربك» بالنصب على التعظيم وبإدغام اللام في التاء وهذه القراءة مروية عن علي وابن عباس، وعن عائشة. أي هل تستطيع أن تسأل ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال عيسى لشمعون قل لهم: اتقوا الله في اقتراح معجزة لم يسبق لها مثال بعد تقدم معجزات كثيرة إن كنتم مؤمنين (112) بكونه تعالى قادرا على إنزال المائدة فلعلكم تتركون شكرها فيعذبكم فقال لهم ذلك شمعون قالوا نريد أن نأكل منها أكل تبرك أو أكل حاجة وتمتع وتطمئن قلوبنا بكمال قدرته تعالى لحصول علم المشاهدة مع علم الاستدلال ونعلم أن قد صدقتنا أي ونعلم علما يقينيا أنه صدقتنا في دعوى النبوة وأن الله يجيب دعوتنا وفي قولك: إنا إذا صمنا ثلاثين يوما لا نسأل الله تعالى إلا أعطانا ونكون عليها من الشاهدين (113) لله بكمال القدرة ولك بالنبوة وهذه المعجزة سماوية وهي أعظم وأعجب فإذا شاهدناها كنا عليها من الشاهدين نشهد عليها عند الذين لم يحضروها من بني إسرائيل ليزداد المؤمنون منهم بشهادتنا طمأنينة ويقينا ويؤمن بسببها كفارهم قال عيسى ابن مريم أي لما رأى أن لهم غرضا صحيحا في ذلك فقام واغتسل ولبس المسح وصلى ركعتين فطأطأ رأسه وغض بصره وقال: اللهم ربنا أنزل علينا مائدة أي طعاما من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا أي نتخذ

صفحہ 302